يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

قطع السكر والأغنيات الجديدة

.


الفتي الهادئ الذي أحب غيمة بيضاء اعتاد أن يستيقظ من نومه بسبب طرقات خفيفة علي زجاج نافذته ، فيعلم أن الصبح بدأ ، يضع ابتسامة لائقة ويخرج إلي الشرفة . تكون هي قد جاءت ، أحضرت معها أغنية جديدة تليق أيضا بيوم جديد والكثير من قطع السكر التي يكون بحاجة إليها خاصة في الأوقات الصعبة من اليوم . يبدأ يومه بصباحات رائقة يذهب بعدها إلي عمله .


الفتي الهادئ اعتاد هذا ، واعتاد سكان الحي أيضا تواجد السحابة البيضاء الصغيرة جوار نافذته ، قالوا إنها فقط هناك لأن شرفته عالية رغم أن البناية التي يسكن بها لم تكن أعلي البنايات الموجودة .


اليوم كان الأمر غريبا ، فلم يكن هناك طرقات علي النافذة ، ولم يكن هناك غيمة بيضاء . فقط كان هناك اللاشئ . خمن أنه لابد هناك ظرف ما و سيؤخرها قليلا ، لكن اليوم انتهي وهي لم تأت . ولأيام ثلاثة بعدها يظل اللاشئ خارج النافذة وهي لم تأت أيضا . وفي اليوم التالي قرر أنه لن يذهب الي أي مكان قبل أن تأتي ويطمئن عليها . في هذا اليوم جاءت ، متأخرة جدا لكنها جاءت . كان لونها رمادي غريب ولم يكن معها أغنية جديدة أو حتي قطعة سكر واحدة . وحين سألها قالت أنها متعبة منذ فترة طويلة . فهي لم تر مساحات خضراء منذ زمن بعيد كما أن الجو أصبح ملوثا بأشياء كثيرة وأن لونها بدأ في التحول إلي الرمادي وكانت تحاول في الفترة الفائتة أن تعيد الأبيض مرة أخري ولكن يبدو أن ماجمعته من زهور بيضاء لم يكن يكفي تماما لإزالة الرمادي .


حاول أن يبدو صوته أكثر ثقة حين أخبرها أنه سيحاول أن يصلح الأمر . حاولت أن تبتسم فصنعت نصف ابتسامة ولكنها لم تقو علي إكمالها ، ثم قالت أن الوقت تأخر فالشمس ستغرب بعد قليل ولابد لها أن تعود قبل ذلك . إذا تحسنت بالغد فستأتي وطلبت منه أن يدعو لها كي يكف البشر قليلا عن ممارسة هواياتهم المستمره في تلويث الأشياء .


هو لا يعرف ماذا يصنع الآن ، فكيف سيمكنه فعلا أن يمنع البشر من هذا وهو الذي لايجيد شيئا سوي الغناء والرسم . فكيف يمكن لغتاء ورسم أن يقللا تلوث الجو أو أن يمنعا تحول لون غيمته إلي رمادي كئيب .


أحضر ورقا أبيض وألوان وقرر أنه سيرسم لها لوحات كثيرة بمساحات خضراء أكثر فربما يجعلها هذا بحال أفضل أو علي الأقل تبتسم . ولكن ماذا لو جعل هذا حقيقيا ؟ ... الفكرة تبدو له غريبة ولكنها قائمة الاحتمال . لم ينتظر كثيرا . فقط يحتاج إلي طلاء أزرق خفيف للحوائط ، ويمكنه أن يتخلص من كل هذه الأشياء المزعجة التي تملأ الغرفة . سيتخلص أيضا من السيراميك في الأرضية ، وبتربة جديدة يمكنه أن يزرع نجيلة حقيقية . يبدو أكثر سعادة. يستمر . يعلق في السقف نجوما مختلفة صنعها بنفسه من ورقه والألوان . وعلق أيضا شمسا أخري صغيرة ، ليست لامعة بنفس قدر الشمس الحقيقية ولكنها علي الأقل رائقة ، كما أن هواء غرفته ليس سيئا بحال من الأحوال والشمس هنا لاتغرب فيمكن لغيمته - إذا وافقت - أن تظل هنا معه، فلن تكون مضطرة لأن تغادر أو لأن يتحول لونها إلي الرمادي ، كما أنه أحضر لها حوض سمك كبير لأنه يعلم أنها تحب البحر .



حينما جاءته بعدها بأيام كانت حالتها أسوأ جدا درجة لم تستطع حتي أن تعطيه صباح خير . فقط أخبرته أنها ربما لن تستطيع أن تأتي ثانية لأنها أصبحت متعبة جدا ولأن الرمادي يزداد يوما عن يوم وأشارت إلي أجزاء صغيرة بدت أقرب إلي الأسود . قالت أنها جاءت فقط لتعطيه قطعة وحيدة لازالت تحتفظ بها بيضاء ربما تكون هذه ذاكرة جيدة . ابتسم . تعجبت . فما تقوله لا يدعو إلي ابتسام بالمرة . أخبرها أنه صنع لها مفاجأة بسيطة . تعجبت أكثر . فتح النافذة علي اتساعها ودعاها للدخول .


لم تكن تستوعب في البداية . لكنها بالتدريج بدأت تبتسم وأيضا بدأت حدة الرمادي تخف قليلا . طلب منها أن تظل معه ، أخبرها أنها لن تكون مضطرة بعد الآن لأن تعيش بجو يمتلئ بذرات الغبار المزعجة . أدارت عينيها في المكان وقالت أنها توافق ولكن المكان ينقصه شئ واحد . بدا منزعجا . هو لايذكر أنه نسي شيئا . اقتربت منه أكثر و أصبحت ابتسامتها تماما مثل المرة الأولي التي رآها فيها ، قالت أنهما يحتاجا فقط إلي صندوقين مناسبين واحد يضعا فيه الأغاني والآخر يكون مخصص لقطع السكر .


.

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

17 التعليقات:

نعكشة يقول...

ممكن تشوفي اللينك دة
هتعجبك
دية مش مدونتي
بس اول ما قريت قصتك فكرتني باللي موجود في اللينك دة


http://dejavupress.blogspot.com/2009/02/blog-post.html



( سبحان الله اول ما اخترت الشهر فبراير لاقيت البوست اللي كنت بدور عليه مع اني مكنتش عارفة هوه اتكتب في اي شهر ودة خلاني اتشجع اكتر و اديكي اللينك)

سلامٌ عليكِ

شاب فقرى يقول...

قلت لك قبل كدا انك بتقدرى ترسمى عالم انا مقدرش ارسمه او اتخيله ودى اول مرة تحصل

ربنا يسعدك وتكتبى كمان وكمان وتفرحينى

شكرا جدااااااااا عالمكتوب دا

يارب يعينك عالامتحانات

خالص التحية

شاب فقرى

P A S H A يقول...

الله الله الله
تسلم إيدك ويسلم إحساسك ... بجد هايلة في كتاباتك وأسلوبك رائع .. استمري .. استمري .. استمري .. ربنا يوفقك يا رب
وألف شكر على الجو الجميل اللي أنتِ عملتيه بالبوست ده

* رجاء : ممكن بس لو تكبري الفونت بتاع الخط شوية؟
والا أنت قصداه ؟ عشان نركز أكتر ؟ :))

تحياتي
سلام

علياء يقول...

الله يا بونبونة
عجبتني النهاية قوي..

"قالت أنهما يحتاجا فقط إلي صندوقين مناسبين واحد يضعا فيه الأغاني والآخر يكون مخصص لقطع السكر"

أغاني وقطع سكر.. جميلة بجد
فعلاً إحساسك حلو قوي

** على فكرة كنت هطلب منك تكبري الخط برضه.. أنا بكبر الصفحة جداً علشان أعرف أقرا.. حكم السن يا بنيّتي بقى :)

reham radwan يقول...

منى دايما كلامك رقيق زيك

Amr Magdi يقول...

:)
:)
:)
:)
سعيد لسعادتك الفائتة

:)
تحياتي لك

غير معرف يقول...

السلام عليكم
قلمك رائع والله على الرغم من البرد الشديد الذي هشم جسدي إلا أني صممت على طرق باب أكثر من تدوينة لك ولي عودة مع تدويناتك أراها تستحق الرجوع لها

أدام الله لنا قلمك

غير معرف يقول...

:) :)

ponpona يقول...

نعكشة

أهلا بيكي .. وشكرا ع اللينك انا رحت شوفته وجيت
حاجه تانية : اسمك وصورتك حلوين قوي علي فكره ;)

سلام عليكي يا بسبوسه

ponpona يقول...

شاب فقري

شكرا كبيرااااااااا
:)

ponpona يقول...

P A S H A

سأستمر سأستمر ... بس انت اللي عليك التصليحات وتحمل جميع الناتئج المأساويه لاستمراري .. اوكي ؟
:)

ponpona يقول...

علياء

ميرسي ليكي يا بسبوسه
آديني كبرت الخط شويه اهو ..
ايه رايك بقي ؟ كده كويس؟

ponpona يقول...

ريهاااااام

ازيك؟
ياقهلا يا قهلا نورتي البلوج كلها
اجيبلك واحد عاشوره .. ماما عاملها حلوة قوي
ولا اقولك ابقي عدي عليا أنزلهالك في السبت

:) :)

ponpona يقول...

عمرو مجدي

نورت بلوجي الصغنطوطة يا فندم
:) :)

ponpona يقول...

أحمد شريف

اهلا بيك يا أحمد
قلمي بيقولك هو مبسوط من كلامك دي قوي
اخجلت تواضعنا اللي مش موجود من اساسه

حاجة تانية
قلمي بسلامته بسلم عليك وبيقولك هو سنونه خلصت
ممكن تجيبله سنون وانت جاي المرة الجايه
:)

ponpona يقول...

غير معرف افندي
أهلين وسهلين .. حلوين قوي السمايلي بتوعك دول
بس انا بردو بتوعي أحلي حتي شوف :) :) :)

Ahmed Fayez يقول...



البشر يدمرون أنفسهم.
كانوا و لا يزالون.

إرسال تعليق