يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

أشياء أخري


" مسهدون "
عصابة من الأحلام

تجئ كل مساء
علي عكاكيز ورقية

تتلصص خلف الأبواب
وحين تطمئن
لانطباق جفوننا المجهدة

تتسلل للداخل
لتمارس طقسا رومانتيكيا أليفا
فأني لنا ننام إذن
وسط كل هذا الضجيج


" رفقة "

في كل صباح
يطرد عائلة من الكوابيس
خارج البيت
فتسير أمام أعين الناس
صلعاء
قصيرة
مذعورة
وما أن يدخل لينام
يستقبل عائلة جديدة
وأصدقاءهم معهم .



" العربات المعطلة تزحم طريق العودة "
ديوان لـ " هاني صلاح العُكل "

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

هكذا ... :)



في الصباح يستنكر تكشيرة سخيفة ، يخلعها ويضعها جانبا ثم يخرج من جيبة ابتسامة تليق . يثبتها جيدا ويتأكيد من تعديل وضعية حاجبيه ، ليسا مناسبين تماما لكنهما أفضل من المرات السابقة علي أية حال . يلاحظ أن الجهد المبذول في تثبيت الابتسامة هذا الصباح كان أقل . وأنها / ابتسامته بدأت تكتسب لمعة خفيفة والغريب أن لمعتها تزداد بكثرة الاستعمال . يغمز للمرآة ويغادر .

الأمر لم يعد صباحيا فقط .. يفكر في هذا . منذ يومين مثلا كان يشتري بعض الأشياء حين وجد صورة مهتزة تنعكس عليه من زجاج المحلات .. وكانت تبتسم . وبالأمس - بعد يوم عمل طويل - كان يبتسم أيضا ، وكانت هذه مفاجأة . لايجد تفسيرا مناسبا لهذا فيبدأ في التخمين . هل يكون تأثير الشتاء ؟ لكن الشتاء يأتي كل عام .. ما الجديد ؟ ثم أن الشتاء لا يمكن أبدا أن يبرر لماذا أصبحت ملابسه في الدولاب أكثر دفئا أو لماذا يصر الراديو منذ فترة علي إذاعة أغنيات مبهجة أو لماذا حتي أصبحت الفتيات يرتدين بلوزات ملونة ؟ يصل إلي نتيجة واحدة .. هو ليس الشتاء فماذا إذا ؟ هل يعقل أن تكون بسبب الحلم الجميل الذي حصل عليه منذ عدة أيام ؟! يعتقد في سخافة الفكرة فيلغي التفكير فيها من الأساس .

ينتقل من محاولة إيجاد تفسير محدد إلي محاولة أخري أبسط للفهم . الناس الذين يتعامل معهم ، لم يختلفوا .. و إن زاد عددهم . جهاز التكيف المعطل لم يصلحه بعد ، مما جعل الجو باردا بطريقة لا تحتمل . حتي جيرانه لم يكفوا أيضا عن صياحم المستمر . جملة واحدة من هذه الجمل كانت كفيلة جدا لأن يسوء مزاجه لأيام ولكن هذا لم يحدث . ما حدث هو أنه لازال يحتفظ بابتسامة لطيفة وأيضا رائقة . يذهب لينام .

كانت أطرافه الباردة تدفأ بالتدريج ثم وبنفس التدريج أيضا تتلاشى . لم يكن يدرك ماذا يحدث لكن حين اختفت ذراعه اليسرى تماما أصبح من الواضح أنه يتحول إلى قطع من المزيكا . كان يسمعها تزداد كلما اختفى جزء منه ، لهذا حين نظر إلى أصابع يده اليمنى ولم يجدها لم يفزع .، فقط أحس بفرحة غامرة وقرر استكمال الحلم . وفي الحلم كانت البنت التي تجلس في الكرسي المقابل تلاحظه ، تلاحظ اختفاءه التدريجي وتبتسم وحين انتقلت فجأة من مكانها إلى المكان الفارغ بجواره أصبحت المزيكا أكثر صخبا . المكان الفارغ بجواره لم يكن يتسع لأحد ولكنه أصبح مناسبا تماما لشخص في مثل حجمها بعد أن بدأت أجزاء من كتفه في الاختفاء ، و رغم أنه لم يرها أبدا من قبل إلا انها مالت عليه ببساطة ووضعت شيئا في جيبه و طلبت منه أن يحتفظ به جيدا لأن الفتاة التي سيحبها تحب مثل هذه الأشياء . وبدلا من أن يشعر بثقل الشئ كان يشعر بأنه أصبح أكثر خفة ، حاول أن يتحدث معها لكنها اختفت . قام ليبحث عنها . سقط من فوق السرير . استيقظ .

يتحسس رأسه التي ارتطمت بشده وينظر إلي السرير بغيظ كأنه هو المسؤل عن وقوعه وانتهاء الحلم . يذكر الشئ الذي أعطته له البنت فيضع يده بجيبه وهو يعرف أنه لن يجد شيئا لانه يعرف انه حلم . فقط حلم . والأحلام لا تعطينا شيئا أكثر من كونـ .. ، ينقطع تفكيره فجأة لانه وجد بجيبه شيئا فعلا ولا يذكر أنه كان يضع أي شيئ هنا ، يخرجه بهدوء فيجد أنها ابتسامات ، ابتسامات كثيرة بيضاء وخضراء وذهبية وأجملهم كلهم كانت ابتسامة صغيرة لونها أزرق نيلي . يصفق بيده . الأحلام يمكن أن تعطينا إذن . يلفهم جميعا بقطعة قماش وردية .

يحملهم بحرص شديد ليضعهم في درج المكتب . يذكر أنه وضعها هنا ، تكشرته السخيفة التي خلعها منذ فترة كان يضعها هنا أيضا . لم تكن ملفوفة بقماشة وردية أو صفراء حتى ، لم تكن ملفوفة بشئ لكنه وضعها هنا . هو متأكد . يفرغ محتويات الدرج كاملة علي الأرض ولا يجدها. يبحث في باقي الأدراج لكن الأدراج لا تحتوي شيئا . و أسفل الأثاث لا توجد ايضا . هل تكون شبكت في ملابسه وسقطت في الشارع؟ ينظر من الشباك فيجدها هناك ، تقف علي أول الشارع وتستند إلي عمود النور الوحيد الغير مضاء ، حين رأته نظرت إليه بضيق شديد وغادرت المكان . يسمع صوت ضحكات خفيفة تأتي من الصرة الوردية التي لازال يمسكها ، يبدو أن الابتسامات الصغيرة فرحة بمغادرة التكشيرة . يحدث نفسه هذا أفضل لابد وأن الفتاة التي سيحبها لم تكن لتحب تكشيرة سخيفة بحال من الأحوال .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

هاجر



لم يصل طولها لأبعد من ركبتي . هاجرالصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السابعة حين تراني تجري نحوي وتلف ذراعين صغيرين حول ركبتي ولا تكف عن التنطيط حولي ، أنصحها أن تهدأ قليلا ، تضحك وتقول : " لأ .. أنا شقية وبحب الشقاوة " . هي تحب الشقاوة وأنا أحبها . تجمع الأولاد والبنات و " يللا هانلعب استغماية !! " ، " طيب الأمة فين؟ " تضع إصبعا بفمها وتفكر ، تنظر إلي كمن وجد التائهة ثم ببساطة تشير نحوي وتقول : " هنا .. الأمة هنا " . هي تترك كل الأماكن وتختار الكرسي الذي أجلس عليه ليكون هو الأمة . الصغيرة تغافلهم وتختبئ خلف الكرسي ، خلاويص ... خلاص ، وبعد خلاصهم هذه تظهر من خلف الكرسي ، تمسك بي وتقول " ع الأمة " ، تقولها بميم ممطوطة وتشبك بطرفها ضحكة صافية .

هاجر تتعب من الجري واللعب تجلس في حجري " ها .. هاتحكيلي إيه النهاردة ؟؟ " ولم يكن ببالي شيئا يصلح . فبما سيفيدها إن حكيت عن خوفي المبهم من أشياء لاتعرفها أو أني قلقة لأن صديقتي - التي لاتعرفها أيضا - ستسافر بعيدا . هذا ما كان ببالي وبالتأكيد هو لايصلح . أتهرب من مهمة الحكي وأطلب منها أن تحكي هي اليوم وأنا سأستمع . تحكي عن الحصان البهلوان الذي لايطيع أحدا و يخبر الجميع دائما بأنه مميز وأنه أفضل منهم ، تقطع حديثها وتقول " هو مش كده غلط ؟ مش احنا لازم نسمع الكلام ونبقي شطورين " . اضمها إلي وأخبرها أنها صحيحة ، أضع قبلة علي خدها فتنظر إلي وتبتسم ثم تكمل الحكي ، تنتهي وحدها وتبدأ أيضا وحدها وتحكي عن عوالم أخري غريبة ، تحكي عن أرنوب وثعلوب والفيل فلافيلو . تنفعل وتتغير نبرات الصوت ، وتتألم جدا حين يرفض فلافيلو أن يستضيف أرنوب لديه يوم أن أمطرت وتهدم بيت الأخير لكن تعاود الضحك في النهاية حين يقوم ثعلوب بخداع فلافيلو الذي نال جزاءه ووقع في شر أعماله .

الصغيرة تبدو في عيني كبيرة جدا حين تسأل عني لأنها لم ترني مدة يومين وتخبر أختي أن قولي لها " إن أنا زعلانة هي ماجتش النهارده كمان ليه؟ ولا أقولك ، بلاش ، قوليلها بس إني بسلم عليها " أختي تضحك وتنقل إلي كلامها وانفعالاتها . وفي اليوم التالي أبرر أنا موقفي بأنه " معلش " وأنه" راحت عليا نومة " فتخبرني بمنتهي البساطة " خلاص ابقي نامي بدري واصحي بدري " . ترسم تكشيرة صغيرة لمدة ثواني تقرر أنها الفترة الكافية لمعاتبتي . ثم تبتسم وتسألني " إنتي هاتروحي الكلية النهارده ولا هاتفضلي معايا؟ " أخبرها أني سأظل هنا طوال اليوم . تفرح وتذهب لتلعب مع الباقين . أنصحها ثانية أن تهدأ فتقول " لأ .. أنا شقية وأحب الشقاوة " . تلف وتدور ومرة أخري تسأل " أنتي هاتروحي الكلية النهارده ولا هاتفضلي معايا ؟ " . أؤكد لها أني فعلا سأظل معها ، تعطيني ابتسامة واسعة وتقول " عارفه بس كنت باتأكد " تتركني لتستكمل لعبها مع الباقين وتندمج في حركتها وصياحهم المستمر في محاولة لأن ينتظموا فريقين مناسبين للعبة شد الحبل .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS