يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

حِيــاكـــة

بإبرة وخيط ستبدأ في حياكة أمنيات جديدة . تقول لنفسها " أمنيات جديدة تليق بعام جديد " . تدور في البيت بحثاً عن كل بكرات الخيط التي تملكها و تتأكد من تواجد الأخضر و الورديّ بكمياتٍ مناسبة . تبعد الأصفر عن باقي الألوان " لن أصنع أمنية ً صفراء " ، و حين تكتشف عجزاً كبيراً بالخيط الأبيض تذكر آخر أمنيتين صنعتهما ، واحدة كانت في بداية العام و أخرى من شهر مضى ، في هاتين الأمنيتن تحديداً كان يلزمها كثيرٌ من الخيوط البيضاء . هل لأن أمنيات الشفاء يناسبها الأبيض أكثر ؟ أم لأن الألوان الأخرى لا تملك نفس القدرة على تحمل الألم ؟ . لا تعرف .

في المحل تواجه البائع محملة ً بحفنةٍ كبيرة من بكرات الخيط البيضاء فيندهش من كل هذا الكـَم و يسألها متشككاً " هل ستحتاجين فعلاً إلى كل هذا ؟ ! " . تذكركل أمنياتها دفعة واحدة فتخبره بثقة " أي نعم " . يبتسم البائع من ثقتها و يعطيها فوق ماتحمل بكرة أخرى . تحتفظ بها و تقرر صناعة أمنية صغيرة له .

قبل أن تبدأ تدون أسماء كل من تحبهم في ورقة وتدون أمنياتهم في المقابل كي لا تنسى أحداً ، كي لا تنسى شيئاً . تذكر العام الماضي حين فعلت مثل هذا ، حينها كان لديها عدد أقل من الأسماء و الأمنيات ، وحينها قضت ثلاث ليالٍ كاملة تَحِـيكُ وانتهت بحصيلة من آلام العينين والرقبة سرعان ما نسيتها و انشغلت بحصيلتها الأكبر من الأمنيات . تنظر لقائمتها مرة أخرى ، تبتسم للحصيلة الأكبر المتوقعة هذا العام ، ثم تقوم بطقس صغير يخصها .. تغمض عينيها و تبدأ في تنقية خاطرها من كل الانكسارات المتفرقة التي أصابته ، انكسارة ٍ انكسارة لا تترك حتى واحدة . تقول لنفسها " لا يمكنني صناعة أمنية بخاطر مكسور .. لا يمكنني أبداً " . تسوي الغطاء حولها اتقاءً لبرودة ديسمبر و تبدأ في الحياكة .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

غيمـــة ٌ و تمُــــر



أفقد شغفي كلَّـه دفعةً واحدة .. كلَّـه ، أقول لنفسي : غيمة ٌ وتمُر.

أفتقد بداياتٍ جديدة وضحكة ً خضراء و أغنية ً في البال كانت تلتف ذراعها الدافئ حول كتفي .. أقول لنفسي : هل أزعجها صوت غنائي ؟ هل أغضبتها فغادرتني ؟ ! . أقول لنفسي ثانية : لا شئ من هذا .. هي فقط غيمة ٌ وتمُر .

أفقد مكان الفرحة بقلبي ، أنظر للفراغ الناتج و لا أدري ماذا أفعل . فراغُ ٌ كبيـر يكشف عن روحي كاملة ً ، عن حاراتٍ ضيقة تصبح أضيق . أرتبك . أقول لنفسي / أكذب - أنا أعرفني حين أكذب - : لا شئ يدعو للقلق .. غيمة ٌ و تمُر. أتـَلََـهَى و أبدأ في سدِّ الفراغ بكفتي يدي ، أكتشف أنهما صغيرتان و باردتان ، و أنني في حاجة إلى كفيـّن آخرين ، كفيـّن أكبر حجماً و لا يشكوان الوحدةَ إلى هذه الدرجة .

يا غيمة ً لاتمُر .. مُري لأجل خاطري .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

بيتٌٌ لألـوانِ قــوسِ قـُــزج


كنتُ أحلمُ / بوطنٍ / وحبٍّ / أصدقاء، / فكانَ الشعر




الرسم والكتابة لـ ســوزان علـــوان

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

حنيـن


يا حنين .. كـلُك يؤلم .
قطعة الروح التي لا تكف عن الارتعاش ، و أطراف الأصابع الباردة ، و القلب الممتلئ إلى الحافة بالغياب .. الكل يؤلم . ربما هذا مايؤلم أكثر ، أن يمتلئ قلبك بالغياب حتى يفيض . حينها يضغط الغياب رئتيك ويمنحك نوبات متتالية من صعوبة التنفس و نسبة أقل من الاكسجين بدمك وطبيب لا يفهم كل هذا ، لا يفهم . تحاول إخباره أن الأمر ليس كذلك و أنك لا تعاني ضيق الشعب الهوائية كما يقول و لا تسكن المرتفعات و لا تعاني أياً من أمراض القلب التي يذكرها و لا تفهم منها شيئاً ، تخبره أن مايؤلمك هو الحنين و إشارة " هناك " الدائمة التي تحل محل الـ " هنا " . لا يفهم أيضاً و يصر على اعطائك حفنة من الأدوية لا علاقة لها بشئ . تأخد الأدوية و تقرر التخلص منها عند أقرب صندوق يتسع ثم تترد و تعود ثانية لالتقاطها ، ربما في غفلة من الحنين مكنك مبادلتها بحضن كبير و دافئ .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

وإن قيل لي ثانيةً : ستموت اليوم


وإن قيل لي ثانيةً : ستموت اليوم ، فماذا تفعل ؟

لن أَحتاج إلى مهلة للرد: إذا غلبني الوَسَنُ نمتُ . وإذا كنتُ ظمآنَ شربتُ . وإذا كنتُ أكتب، فقد يعجبني ما أكتب وأتجاهل السؤال . وإذا كنت أتناول طعام الغداء، أضفتُ إلى شريحة اللحم المشويّة قليلاً من الخردل والفلفل . وإذا كنتُ أُحلق، فقد أجرح شحمة أذني . وإذا كنتُ أقبِّل صديقتي ، التهمتُ شفتيها كحبة تين . وإذا كنت أقرأ قفزت عن بعض الصفحات. وإذا كنتُ أقشِّر البصل ذرفتُ بعض الدموع . وإذا كنتُ أمشي واصلتُ المشي بإيقاع أبطأ . وإذا كنتُ موجوداً ، كما أنا الآن ، فلن أفكِّر بالعدم . وإذا لم أكن موجوداً ، فلن يعنيني الأمر . وإذا كنتُ أستمع الى موسيقى موزارت ، اقتربتُ من حيِّز الملائكة . وإذا كنتُ نائماً بقيتُ نائماً و حالماً وهائما
بالغاردينيا . وإذا كنتُ أضحك اختصرتُ ضحكتي الى النصف احتراماً للخبر . فماذا بوسعي أن أفعل ؟ ماذا بوسعي أن أفعل غير ذلك ، حتى لو كنتُ أشجع من أحمق، وأقوى من هرقل؟


من كتاب " سجل أنا عربي " للشاعر الفلسطيني محمود درويش

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

كتب وتاجات و شوية حاجات .. :)


أقول ايه ؟ أقول إيه ؟ آه ... ضهر الخيــــــر
ماهو بما إن الضهر بيأذن ، فاحنا لا بقينا الصبح و لا بقينا بالليل . بقينا الضهر. يبقى ضهر الخيـــــر :)

ده تاج من عند أحمد فايز
هو بعتلي التاج من زمان زمان قوي الصراحة و لحد نص ساعة فاتت كده مكنتش لسه عملته
بس أهو أنا عملته أهو بقى يا أحمد ومعلش على التأخير ، انت عارف بقى كنت مستنة أشتري فستان يليق على التاج ;)


احم احم احم .. أيوة .. كده الميكروفون مظبوط ؟
أتكلم يعني ؟ .. طيب شكلي حلو وانا عاملة نفسي شخصية مهممة كده ؟
طيب خلاص خلاص .. هابدأ أهو :)


ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟
سلسلة قصص المكتبة الخضراء ، كنت باستعيرها من مكتبة المدرسة الابتدائي واقرأها في الحصص الفاضية ، و عقبال مابنتتهى السنة كان بيبقى عندي مخزون قصص وحكايات كتير قوي ، لما كنا بنسافر في الصيف عند ولاد عمي كنُا بنعمل دايرة كبيرة و اقعد احكي بقى كل اللي قرأته تقريبا رغم إن أنا كنت أصغر واحدة فيهم .. :)


مَنْ أهم الكتاب الذين قرأتَ لهم؟
ممممم .. مممممم .. طيب هو سؤال صعب قوي . أولاً لأن في ناس كتير كتير جداً لسه ماقرأتلهمش ، ثانياً لأني و بما ان ذاكرتي لاممكن تفوت حاجة ابدا ابدا - عدوها دي عدوها - فمكن قوي انسى ناس عايزة اقولهم ، بس عامة من ضمنهم أكيد محمد المخزنجي و بهاء طاهر و إبراهيم عبد المجيد و سحر الموجي و رضوى عاشور و محمد المنسي قنديل و .. و ... مش فاكرة حد تاني دلوقتي :(


من هم الكتاب الذين قررت ألا تقرأ لهم مجدداً؟
بالنسبالي صعب قوي آخد قرار زي ده ، مهما كان فكرة الكلام المكتوب ، لكن اللي ممكن يخليني أعمل كده بجد ولو كاتب فعلا فعلا اسلوبه وحش أو لغته سيئة جدا ، ساعتها أكيد هاخد قرار اني مش هاقرأله تاني لأنه ببساطة - في نظري - مبقاش كاتب و .. بس كده :)


في صحراء قاحلة ، أي الكتب تحمل معك؟
القرآن
خواطر الشيخ الشعراوي


من هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبداً، وتتمنى قراءة كتبه؟
محمود درويش . من أحلامي العظيمة اني أقرأ الأعمال الكاملة بتاعة الراجل ده كلها كلها .. قولوا آمين


ما هي قائمة كتبك المفضلة ؟
حبة هوا لوليد طاهر
أوتار الماء للمخزنجي
ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور
لا أحد ينام في الأسكندرية و طيور العنبر لإبراهيم عبد المجيد


ما هي الكتب التي تقرؤها الآن ؟
البستان : محمد المخزنجي
الرحيق المختوم : صفي الدين المبارك فوري
رسالة البصائر في المصائر : جمال الغيطاني


هيــــــــــــــــــــــــه .. خلاويص خلاص خلصنا خالص
كانت معكم الهانم حضرتي من أمام شاشة بوريو / الكمبيوتر المسمسم بتاعي

:)

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

يا طاقة النور بقلبي

يا طاقة النور بقلبي . يا نطفة برحمي . استكيني . كفي عن الارتعاش قليلاً واحكي لي . احكي لي حين امتدت يد الله الخضراء إليك ، حين حمللك برفق ليضعك بي و يضعني وسط كل هذا الدفء ، احكي لي هل المكان بالداخل يناسك ؟ وأخبريني كيف أنت دافئة جداً هكذا و كيف يمكنك - و أنت أصغر من أصغر مخلوق رأيته - أن تملئيني إلى هذا الحد ! .

يا طاقة النور بقلبي . يا زرع الله . بعد أشهر قليلة جداً سأتمكن من رؤية قلبك يتخلق داخلي و يكبر حتى يشملني داخله ، فنتمدد سوياً و أصنع لكِ أغنية تناسب حجمك الدقيق ، أغنية من دفء ونور أسربها إلى أنسجتك المنشغلة بالتكوين فيمتزج فيكِ أبيض قلبك بأبيض الروح ثم أبدأ بعدها في أن أختار لك اسماً . ترى .. كيف يكون اسماً يناسبك ؟ هل يكون رحباً مثل البحر أم صافياً كسماء الصيف ؟ هل تكونين بنتاً تملك غمازتين أم ولداً له بالعينين لمعة خفيفة تزداد حين يضحك؟

يا مساحة الأبيض الممتد . حين تكتملين و أرى عينيك وكفك الصغير سأعطيك هذه ، قبلة صغيرة بكل كف و وردة بين العينين و بأذنك أضع تكبيرتين و بسملة تلتف حولك تطمئنك لتكفي عن البكاء وتنامي بهدوء فأضمك إلي و أنام بهدوء أيضاً ، أما الآن و أنا لم أرك بعد فسأقضي طوال الليل أحكي لكِ .. أخبريني إذن ماذا تختارين للحكي هذه الليلة ؟


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

للداخل / للأعلى


مسبحة

مسبحة صغيرة .. ثلاثون حبة وثلاث أخريات ، يتأمل حجمها الدقيق ولونها العسلي الداكن . يمرر أصابعه بهدوء فوق النقش المرسوم على كل حبة فيها .. نقش صغير للغاية يحمل اسم " محمد " واسم " الله " .. يغمض عينيه ويتمنى على الله ولداً يسميه محمداً و آخراً يسميه مصطفى . يتأمل اسم محمد ثانية فيقول في سره عليك الصلاة عليك السلام ، ينتبه إلى صوت الفجر ، يررد الآذان ثم يعتدل في جلسته ويكمل ما قد بدأه .. سبحان الله سبحان الله سبحان الله ...



بخور

عودي بخور ، آخر ماتبقى له من علبة علبة كاملة قضت معه طوال الشهر الفائت . يتناول أحدهما و يعيد الآخر بهدوء إلى العلبة كمن يعيد طفلاً إلى سريره . يشعل عود البخور ويتمدد فوق فراشه . عود البخور لا يتلاشى .. فقط تتبخر رائحته ، تغادر العود بهدوء كما تغادر روح الجسد في حين يظل التراب المتخلف عن الاحتراق متماسكاً متخذاً هيئة العود السابق دون أن يتساقط .. فقط يتحول اللون من أحمر طوبي إلى رمادي باهت وهش . تنتشر الرائحة تدريجيا .. ذرات صغيرة صغيرة تملأ الأرفف و تزيح ذرات التراب فيصبح الهواء فجأة أنقى ، يغمض عينيه بقوة ويدخل دفعة قوية من الهواء إلى رئتيه فتمتلئ مساحات الفراغ المنتشرة داخل روحه .

قبل أن ينتهي العود ، يخرج العود الأخير من علبته ويشعله ، ثم ينزع ورقة من النتيجة المعلقة على الحائط ويدون على ظهرها " علبة بخور " يثنت الورقة بجوار المرآه ليتذكر في الغد أن يحضر علبة بخور أخرى ، يعود إلى وضعه السابقق فوق الفراش .. يغمض عينيه ثانية ويبدأ في ملئ باقي المساحات الفارغة .



رائحة

زجاجة صغيرة تمتلئ بسائل أصفر شفاف له رائحة الياسمين ، كانت آخر هدية من أبيه .. هدية صباحية دون مناسبات ، وحين سأله عن السبب ضمه إليه بقوة وقال هذا شئ من رائحة أبيك .. لم يفهم . لم يقل أبوه جملة أخري ، ابتسم إليه و استند إلى عصاته عائدا إلى غرفته . بعدها باسبوع واحد مات أبوة وبقيت رائحته يمتلئ بها كل يوم ، يضع ثلاث نقاط بكفيه ثم يمررهما على وجهه وكامل جسده . يغمز لانعكاس المرآه ، ترد المرآة الغمزة وتزيد ابتسامة فيضع نقطة أخرى بكفه اليمنى ويضع الكف فوق موضع قلبه ، تماما كما كان يفعل أبوه ، يقرأ الفاتحة و يقول لنفسه ، يا أبي رحمك الله .. لك الفاتحة ولي شئ من رائحتك .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

غنـاء



تغني
تصنع شاياً و تغني !!
أنا أنا أنا أبريق الشاااااااي
تميل برأسها يمينا وشمالا ، تضع ذراعاً بوسطها و تفرد الأخرى تقلد أبريق الشاي . تدور دورة صغيرة و تعيد ماتفعل ، تلمحني أراقبها فتتسع ابتسامتها و تأتي تعدل وضعية ذراعيَ
فأصبح أبريق شاي أنا الآخر . ندور سويا ونقتسم فنجان شاي واحد محلى بروحها .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

ترتيب


يتعرف جديداً على المشاعر ويعيد ترتيبها وفق ما يريد ... فيضع طعماً أبيض يخص فرحة المطر و خفة تشبه ضحة الصغار و على أطراف الروح يضع شغفاً يليق بالبدايات الجديدة وحنيناً يناسب الغياب . يحيره شئ واحد غريب لا يعرف مسماه ، خليط من حزن شفاف و وجع خفيف ، يعرف فيما بعد أنهما معاً يسميان شجن . في البداية اختلط عليه الأمر .. فهو يعرف الحزن وحده و يعرف الوجع وحده . الأول يشبه عصفور الكناريا الأزرق الصغير في بلكونة الجيران الذي كف عن الغناء بعد أن اختفت أليفته و الأخير يشبه روحاٌ مثقلة بكلام لا يجد نافذة واحدة للبراح .. هل يمكن لأحد أن يتحمل كل هذا ؟! .. يشعر ببرودة فيسرع بوضع الشجن بقطعة من الروح تطل مباشرة على الرئتين كي يسهل عليه التنفس إذا ماتعرض لشجن مماثل ثم يتغاضى عمداً عن التفكير و ينتقل إلى أشياء أخرى ... يذهب إلى الصالة .

في الصالة يجد أرففاً كثيرة امتلأت بمشاعر يعلوها الغبار و الأتربة . يلتقط واحدة تشبه جاره المسن الذي يصر - منذ سنتين - على أن يصنع إفطاراً و غداءاً لشخصين رغم أنه أصبح يسكن وحده ، ينفض عنها الغبار و يسميها ونس ثم يضعها وسط روحه تماماً بجوار أربع ضحكات رائقة جمعها طوال الأسبوع الفائت . يكمل ترتيب باقي الأشياء ... البهجة في قلبه و الفرحة بعينيه ، و الدفء يضعه بأطراف أصابعه كي لا تبرد ثانية وكي يتمكن من صناعة مراكب ورقية بيضاء و صغيرة لا تكتسب بقعاً داكنة و لا تغرق .

ينظر إلى كل ماتحمله روحه الآن فلا يجد إلا جزءاً وحيداً لم يمتلئ بشئ بعد ، يبحث خلف الستائر و في الدولاب القديم المتهالك و لا يجد شيئاً ، يخرج مرة أخرى إلى الصالة. تتعثر قدمه بصندوق صغير ملقى بإهمال على الأرض ما أن يفتحه حتى تتصاعد منه برودة قوية .. يرتعش و يغلقه فوراً . يغمض عينيه بقوة ويحاول تخمين الشئ الذي يسبب كل هذه البرودة .. يفشل .

يقترب أكثر من الصندوق و يفتحه ببطء . تعاود البرودة الانتشار من جديد و ببطء أيضاً . لا يغلقه هذه المرة .. يأخذه ويقترب من مصدر النور ، يجد بداخله حلماً مكسوراً إلى قطعتين ورائحة قهوة وحيدة وصباح خير تدور وحدها تبحث عن صباح نور . يحملهم جميعاً ، يعيد إصلاح الحلم ويضعه في الجزء الفارغ من روحه ، يصنع فنجان قهوة يملئ برائحته المكان ويؤنس الوحيدة في الصندوق ، و يشبك بصباح الخير صباح نور فتقل البرودة إلى حد كبير ويبدأ صوت غناء بسيط .. " ارمي لنسمة هوا أحمالك وامشي خفيف .. زي الطيف " يلتقط الصوت بهدوء ويضعه بجزء صغير للغاية من روحه بجوار أذنيه تماماً . يغمض عينيه ويسلم نفسه لموجة دافئة يعرف أن اسمها أمان .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

محمود درويش

محمود درويش
ليتني حجر

ليتني حجرٌ لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ
فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ
لا شيء يحدث لي!
ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني
حجرٌ ما ليصقُلَني الماءُ
أخضرُّ، أصفرُّ… أُوضَعُ في حُجْرةٍ
مثل منحوتةٍ، أو تمارينَ في النحت…
أو مادةً لانبثاق الضروريِّ
من عبث اللاضروريِّ…
يا ليتني حجرٌ
كي أَحنَّ الى أيِّ شيء!



سيأتي الشتاء الذي كان


سيأتي الشتاء الذي كان .. للمرة العاشرة
فماذا سأفعل حين يجيء الَشّتاء الذي كان
ماذا سأفعل كي لا أموت كمامتّ
ما بين قلبين , أعلى من الغيم أعلى .. وأعلى؟
أعدّ لكِ الذكريات
وأفتح نافذةً للحمام المصاب بنسيان دَفلَى
وألمس فرو غيابك
هل كان في وسعنا أن نُحبّ أقلّ
لِنفرحَ أكثر؟
هل كان في وسعنا أن نحبّ أقلّ.. أقلّ؟
نعيد إلى الحبّ أشياءهُ
نُرجع الرّوح للرّوح
نُرجع ظلاً
إلى أهله
, نتبادل أسماء نِسيانِنا ,ثمّ نرجعُ قتلى.. وأحلى
نعيد للحبّ أشياءهُ, زهرة الوقت في جسدين
ولكننا لانعودُ إلى نَفْسِنا , نَفسِها, مرتين!.




أنا من هناك

أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ .
ولدت كما تولد الناس.
لي والدة وبيتٌ كثير النوافذ .
لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ.
لي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ
ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ
مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ.
أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها،
وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ.
تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ
تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ
هيَ الوطن


ليتني حجر : ديوان" أثر الفراشة "
الشتاء الذي كان : ديوان" ورد أقل"
أنا من هناك : ديوان" ورد أقل"

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

بكفيهـا سمـاء


إلى التي لا أحب أن أراها في مستشفى مرتين

تملأ الحوض بماء وصابون و تصنع رغوة بيضاء كبيرة ، تحمل جزءاً من الرغوة بكفيها الصغيرين وتأتيني . تخرج إلى الصالة محملة بماء وصابون وبهجة و سحابة بيضاء بكفيها ، ترفع كفيها عالياً وتنفخ في الرغوة لتتفت إلى نُدفٍ بيضاء صغيرة كأنها سماء و أمطرت ثلجاً . يمتلأ جو الصالة بهذه الندف ثم تعود لترسو بهدوء على الأشياء حولنا ، الأرضية والكنبة و رفوف الكتب و شعري وشعرها . تسقط واحدة على أنفي فتحاول التقاط واحدة وتضعها فوق أنفها أيضاً . نصبح كائنين مغطيان بنقاط بيضاء لامعة تُفتت شعاع الضوء ألى ألوان . أخضر لقلبها و أحمر لقلبي و كل الألوان لضحكتها . تدور حول نفسها دورتين و نتنظر بشغف إلىَ و إلى السماء التى صنعتها للتو .. تسرع إلى المطبخ وتعود بسحابة بيضاء أخرى .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

قلبُـكِ أبيـض



هذه زهرة بيضاء وجدتها بقلبي هذا الصباح ، و هذه أخرى وجدتها بالأمس .. الأمر غريب صح ؟ الأغرب أني أجد مثلها واحدة كل صباح و أنهم جميعاً جميعاً زهرات فل .. تخيل!! .
أضع بصوتي نبرة تلقائية وأخبرها أنه ليس غريبا ً، قلبُـكِ هو الأبيض . لا تفهم . أوضح أكثر ، ألا يقولون أبيض زي الفل ؟ الأمر بسيط إذن .. هذا قلبك الأبيض وهذا هو الفل . تبتسم و يظهر أحمر خفيف بخديها فأضمها إلي أكثر . تقبل جبهتي وتنام . أنتظرها حتى تغرق في النوم ثم أدخل بهدوء إلى قلبها ، أضع زهرة بيضاء جديدة و أخرج .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

..... !!



I found my family ... in a book


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

أحمـد بخيت

منذ ساعتين فقط .. لم أكن أعرفه .
منذ ساعتين فقط أدركت أني سأعرفة طويلاً بعد ذلك
.

أحمد بخيت هو اكتشاف اليوم ، صحيح أنني لم أكتشفه بنفسي - أخبرني أحدهم عنه - لكنه لا يزال اكتشافاً . و أنا أفرح للغاية باكتشافاتي الصغيرة ، و إن كنت أعتقد أن هذا لن يكون صغيراً. ليلى هي أول معرفتي به ، وليلى رائعة .. رائعة جداً ، وهو رائعٌ أكثر . ليلى التي يخبرها أنه حين يحب سيدة يحولها لموسيقى ، يخبرها أن بغير الماء تشيخ طفولة الإبريق و بغير خطىً مباركةٍ يموت جمال ألف طريق و بغير سماها فأجنحته يجف بريشها التحليق !

بغير الماء يا ليلى
تشيخ طفولة الأبريق
بغير خطى مباركة
يموت جمال ألف طريق
وبغير سماكِ
أجنحتي يجف بريشها التحليق

أحبك
لم يغب منى سوى وجه الفتى العابر
سيكمل كبرياء الشعر مالم يكمل الشاعر
لأن السر في الطير
لا في الريش والطائر

أحبك
فليسموا الحب وهماً
كذبةً
اغراء
أفي مقدور هذا الماء إلا أن يكون ماء ؟

إذا امتلأ الزمان بنا
تلاشت فتنة الأسماء
إذا من أين يأتي الحزن يا ليلى
يا ليلى .. إذا من أين ؟
غزالة سمراء أنت وتمرح في سواد العين
على الجمر مشيت لها
بقلب حافيَ القدمين

أنا الصوفي
و الشهوان
عشـّاقا ومعشوقا
أسيرُ بقلب قديسٍ
و إن حسبوه زنديقاً
وحين أحب سيدةً أحولها لموسيقى

أحبُ
كأن رابعةً أضاءت في ّ و أتلقت
فإن نطقت بكت و إذا بكت نطقت
وإن نظرت رأت سفن الرجوع جميعها احترقت

غداً
سأقول ياربي تحاببنا و أحببناك
أنا بفؤاديَ الخربِ الذي عمرته بسناك
وليلاي التي جاءت من الدنيا لكي تلقاك

خلقتَ الحبَ
ثم جرى علينا
و المشيئة لك
و أنت مقلب القلب الذي إن حاد عنك هلك

غداً
في الموعد المشهود
عند الواحد القهار
سأسأله بدمع القلب زينة خلقه الأبرار
بحق الحب هل يلقي المحب حبيبه في النار ؟




  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

كسـر


تنكسر قطعة ، ألصقها ، تنكسر ثانية ، ألصقها ثانية . هل تبدو جيدة ؟ .
أقنع نفسي أنها جيدة و أنها مثل الأول أو ربما أفضل . و ربما أيضا سأتمكن في وقت لاحق من التصالح مع كل هذه الأشياء فلا يبقى في القلب أثر لكسر و لا في العقل أثر لذكرى ، لكن لاشئ يعود كما الأول و لا شئ أفضل . فقط أكتسب شرخا خفيفا متعرجا يصبح عرضة للانكسار مرة أخرى .. بسهولة أكبر .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

سحابات صغيرة



انظري .. لازلت أفعل هذا . كلما نظرت للسحاب أصنع منه أشكالا كثيرة .
هذه مثل شجرة و هذه مثل عصفورة والسحابة البعيدة هناك تشبه " مستكة " . مستكة عروستي الصغيرة . انظري هناك .. هذه سحابة تشبه السحابة الغريبة التى رأيناها وكانت على شكل كف ؟ رأيت واحدة مثلها بالأمس و رأيت سحابات كثيرة بأشكال أغرب . منذ فترة رأيت واحدة على شكل مكتب و أخرى على شكل لاب توب . أنتِ لا تعرفين اللاب توب . هو جهاز صغير تماما مثل الكمبيوتر لكنه أصغر حجما و يمكنني أن أحضره معي . أنا أحضرته معي .. انظري هذا هو . يمكنني أيضا أن أضع عليه أغنيات كثيرة .. كثيرة جدا ، أكثر مما تستوعبه شرائط الكاسيت . و أضع عليه قرآناً كاملاً بصوت عبد الباسط و سورة يوسف بصوت محمد رفعت كما تحبين وسورة يوسف أيضا لكن بصوت مشاري العفاسي . أنت لا تعرفين مشاري . نعم اسمه غريب فهو ليس مصريا هو كويتي ، من الكويت ، البلد التي كان يعمل به خالي هل تذكرينها ؟ هو من هذه البلد . صوته رائع ، ثانية واحدة سأجعلك تسمعينه .. يمكنكِ أن تسمعيه أليس كذلك ؟ إذا كان صوتي يصلُكِ فبالتأكيد سيصلُكِ أيضا صوت مشاري .

تعرفين .. مستكة كانت تسأل عنك منذ يومين . لا تضحكي . الجمادات أيضا يدركون الغياب و غيابُكِ طال و لكن هذا لا يهم الآن . الآن أنتِ هنا أو بمعنى أدق أنا هنا و مستكة هنا أيضا ، أحضرتها معي ، انظري .. هي كما هي ، لازالت بفستانها الوردي القصير و لازالت صغيرة ، الجمادات لا يكبرون و لا يموتون أيضا .. هنيئا لهم . مستكة تخبركي أنها سعيدة يا أمي ، سعيدة جداً . و أنا أيضا سعيدة .. يمكنكِ رؤيتنا صح ؟ . كنت ِ تقولين أن عين البشر أضعف من أن ترى ما يوجد خلف سور و لم أكن أفهم . كان طبيعي لدي ألا أرى ما يوجد خلف سور، لكن يبدو أنني بدأت أفهم . أنتي الآن خلف سور و سور و سور و مع ذلك يمكنك رؤيتنا ، غير أنكِ .. غير أنكِ لم تعودي ضمن البشر . هل كان يجب كل هذا ؟ هل من الضروري جدا أن نبتعد كثيراً كثيراً هكذا حتى نتمكن من الرؤية بوضوح ؟ ! . أنا لست حزينة ولكن فقط أشعر بالوحدة أحيانا .. أحيانا كثيرة في الحقيقة لكن انظري .. هناك سحابة بيضاء كبيرة و واسعة هل تعرفين ماذا تشبه ؟ تشبه قلبك يا أمي . أخبرك سراً ؟ أنا لا أعرف - حتى الآن - كيف احتفظتي بقلبك أبيضاً هكذا !! . أخبرك سراًَ آخراً ؟ الجو هنا برد جداً و بدأت تمطر . السحابات الكثيرة في السماء بدأت تتقترب من بعضها وتمطر . التي على شكل شجرة والتي على شكل عصفورة حتى البعيدة التي تشبه مستكة اقتربت الآن وانضمت إليهم و قلبك الأبيض الواسع يتحول بالتدريج إلى نُدَفِ ثلج صغيرة ناعمة تسقط على وجهي . يااااه قلبك ناعم أيضا يا أمي . هل يمكن لقلبي أن يكون ناعماً هكذا ؟

هل تعرفين ماذا صنع المطر الآن ؟ صنع بحيرة صغيرة و رائقة يمكنني بوضوح أن أرى فيها انعكاس السحاب فيصبح لدي سحاب في السماء و آخر على الأرض يمشي . هل تعرفين ماذا أيضا ؟ أنا سأخلع حذائي و سأرفع طرف الجيبة و أمشي في البحيرة بقدمين حافيتين .. رائعٌ يا أمي رائعٌ للغاية . أنا أمشي و سط سحابات كثيرة . تضحكين ؟ اضحكي يا أمي أنا أفتقد ضحكتك جدا . و انظري .. انظري يا أمي ، يمكنني أيضا أن أرى انعكاس وجهي ، أشبهك جداً .. أول مرة أدرك أني أشبهك جداً هكذا .. تخيلي ؟

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

قوس فرح


هيييييه أنا !!
كنت أرتدي يومها فستانا قصيرا برتقالي اللون
أستندت على الكرسي المجاور للنافذة وأرتفعت قليلا للأعلى
أزرق بنفسجي نيلي أخضر أصفر برتقالي هيييييييييه أنا أهو

_ خطأ !! ليسوا هكذا ، أنت تستبدلين الأزرق بالبنفسجي و البنفسجي بالنيلي و النيلي بالأزرق و أيضا نسيتي الأحمر

أمي كانت تهتم كثيرا للحقائق و أنا كنت أهتم للون فستاني . لم أكن أعرف الألوان السبعة بالترتيب و صراحة لم أكن أعرفهم كلهم .. دائما كنت أنسى لونا أو اثنين ، و لم يكن هذا يهمني . ما يهمني هو أن السماء فيها قوس ملون به لون برتقالي كلون فستاني . التفت إلى أمي وقلت لها أن اسمه برتقالي لأن له لونا مثل لون قشرة البرتقال الناعمة ..صح ؟ تبتسم أمي و تهزر رأسها أي صح . واسمه قوس فرح لأنه مفرح .. صح ؟ تضحك أمي وتقول أن اسمه قوس قزح وليس قوس فرح . قوس قزح ؟! لا أفهم ماذا تعني قزح ؟ كلمة غريبة و ليس لها معنى ، سأسميه قوس فرح ، قوس فرح يبدو أسما أجمل و له معنى أيضا . تضحك أمي أكثر . أغضب . أتركها و أستند ثانية إلى الكرسي ، أرتفع و أغني .

كنت سمعت لأطفال يلعبون في الحديقة المجاورة ، كانوا يشيرون إلى شجرة البرتقال ثم إلى أنفسهم و يقولون أنا برتقانة مدورة حلوة قوي مسكرة قشرتي ناعمة حرير و فيا فصوص كتير . كانت المرة الأولى التى أسمع فيها هذه الأغنية و أعتبرت هذا اكتشافا عظيما فأيقظت أبي و أمي و جدتي ليسمعوا . أبي نظر إلى بغيظ لأني أيقظته بسبب لا شئ و أمي ضحكت علي .. دائما كانت تضحك علي , أما جدتي فكانت تعرف الأغنية و أخذت تغني معي . جدتي كانت تتعرف كل شئ تقريبا و لم تكن تضحك علي . لم تضحك حين أقول قوس فرح و لا حين أغني بصوت عالٍ ولم تضحك حتى حين كنت أريد أن أصبح بطيخة ليكون لي لونان أخضر و أحمر . و حين سألتها عن قوس فرح وكيف يتكون قالت أنهم يقولون أنه نتاج مرور الضوء الأبيض عبر قطرات الماء فيتحلل إلى ألوانه السبعة .

ضوء أبيض يمر عبر قطرات الماء و أيضا يتحلل !! كيف ؟ .
نظرت إلى جدتي بدهشة و قلت لا أفهم . قالت أنها لا تفهم أيضا ولا تقتنع بهذا . ماتقتنع به هو أسطورة قديمة تقول أن قوس فرح في الأصل في الأصل كان قلبا أبيضا لولد طيب أحب سحابة صغيرة في السماء . كانت كلما حزنت السحابة بكت فتنكسر قطعة من قلب الولد وتتفتتت إلى ألوان . كانت الألوان تبهجها قليلا فتكف عن البكاء وتضحك . و منذ هذا الوقت ونحن نرى قوس قزح حين تمطر .

لازلت أذكر جيدا ردة فعلي ساعة أن أخبرتني بهذا . حينها قفزت من فوق الكرسي و احتضنتها بذراعين صغيرين جدا وأخبرتها أنها أحسن جدة في الدنيا و ذهبت إلى أمي وحكيت لها ما سمعته من جدتي و حكيت لأبي و لمدة اسبوع في المدرسة كنت أحكي لكل من يقابلني حدوتة قوس فرح .

و حتى الآن بعد أن عرفت كيف يمر ضوء أبيض في قطرة الماء و كيف يتحلل لازلت مقتنعة أن اسمه قوس فرح و أنه في الأصل في الأصل كان قلبا أبيضا لولد طيب
.


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

مساحات صغيرة تسمح بنفاذية النور والبهجة


في المرة الوحيدة التي وضعت فيها ستارة بيضاء أمام النافذة كان لديها - في نهاية اليوم - عدد لا بأس به من كلمات سخيفة ناتجة عن شجار الجيران المستمر و صياح الباعة الجائلين بصوتهم المدهش جدا . كانت الكلمات تخترق الستارة بعنف وتتجمع لتكون ضبابا أسخف لا يستطيع الإختراق مرة أخرى والخروج فأصبحت النتيجة أن امتلئ الجانب الدخلي من الستارة ببقع رمادية يزداد اتساعها بمرور الوقت . في البداية لم تفهم سبب الضباب و لا سبب تواجد بقعا بمثل هذا الحجم على ستارتها فافترضت أن السبب رؤيتها التي أصبحت ضعيفة و أن الستارة ربما لم تكن نظيفة من الأساس فقررت استبدال الستارة بأخري يكون لها لون أغمق فلا يظهر شئ عليها إن اتسخت .

نظرت إلى البقع بآسى ثم وضعت الستارة بإهمال على الأرض لكنها لاحظت شيئا غريبا يلمع . دققت النظر . كان جزءا من الجانب الخارجي للستارة يلمع . فردتها بحرص فوجدت خيط ضوء طويل يمتد بطول الستارة و إلى جانبه مساحة وردية لها رائحة مسك خمنت أنها تنتمي للمصلين في المسجد المجاور . و كان هناك زهرة بلاستيكية صغيرة شبكت في طرف الستارة . كانت تعرفها . هذه زهرة محمود جارهم الصغير الذي يخبر الجميع أنه سيكون شجرة فل كبيرة حين يكبر و سيصبح لديه الكثير من الزهور البيضاء تماما مثل شجرة الفل الموجودة بفناء المدرسة .

نظرت إلى الستارة كثيرا ثم خطر ببالها أن ماذا لو سحبت خيط الضوء ؟ هل سيطاوعها ؟ و إذا اطاوعها هل سيلتف بشدة حول نفسه وينعقد أم سينساب بسهولة ؟!. ضحكت بشدة للخاطر الغريب ولكنها مدت يدها . أمسكت بطرفه و بدأت تسحب . كان الخيط يستجيب فعلا ... بدأ يغادر الستارة تدريجيا ويصنع هالة من الضوء حولها حتى خرج تماما وامتلأت الغرفة بنور أبيض . انتقلت بعدها للمساحة الوردية بجابنه ، ما أن لامستها حتى تصاعد طيف شفاف انتشر بسرعة و خفة في الهواء كمن يعرف طريقه وصنع موجة ناعمة جعلت الزهرة المشبوكة تنفك من طرف الستارة . أخذتها و وضعتها جانبا . في الصباح ستعطيها لمحمود بالتأكيد سيفرح بها .

قامت و فردت الستارة على اتساعها مرة أخرى . لاحظت أن لونها عاد أبيضا و لم يعد هناك ثمة بقع رمادية كما أنها أصبحت أخف وزنا كذلك . قربتها إليها ودارت بها دورتين وفي الثالثة لمحت نظرة ترقب من النافذة فاقتربت منها و أخبرتها أنها لن تضع ستائر بعد الآن .. أبدا . نظرت إليها النافذة بامتنان شديد و أعطتها ابتسامة واسعة و نسمة هواء تحمل رائحة مسك .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

هناك من يغني


صداع وامتحانات
و هلوسة و امتحانات
و جو حر وامتحانات .. بردو
و شاي بالنعناع و القصيدة دي :)
قصيدة " هناك من يغني " لـ مصطفى السيد سمير

هناك من يغني
و إلا لماذا يفتح الناس نوافذهم
في هذا الطقس البارد
و لماذا ترقص جارتنا
ساكنة الطابق الأعلى
فأشعر بخطواتها على سقف غرفتي

هناك من يغني
و إلا لماذن تتجمع الغيوم فوق شارعنا
و يكثر التائهون
و التنورات الوردية
والقطط

لكن ماذا يقول
ماذا كنت أقول لو أنني أغني
هذه الليلة
سأقول :
هناك شئ ناعم يملأ الكون
يسمح للكائنات بالانزلاق فوقه
كبديل عن السفر
ذلك السفر الكريه
الذي يجبرك على مصادقة المقاعد المعدنية /
روائح المطارات /
الأرضيات التي لا تكف عن الاهتزاز /
الوحدة التى تصغر وتبتعد تدريجيا ..
سأقول :
أنا أكره السفر
و أتمنى أن تتوقف كل القطارات في العالم

هناك من يغني
و إلا لماذا صمت الضجيج المستمر
الذي يتصاعد عادة من محطات القطارات القريبة

هناك من يغني
ويكره السفر
ولا يمتلك هاتفا
و يشرب النسكافيه
لأنه يشبه وجه بنت يحبها
و يمتلك خيالا مريضا
لا يستطيع أن يحضر له وجهها
بدون النسكافيه
ويحب الشرفات القريبة من الأرض
التي يمكن أن تسمعه
حين يهمس باسمها دون أن يشعر

هناك من لا يجرؤ على الاعتراف
بأن قلبه قد سرق
فينظر إلى غرفته التي أصابها الدفء
فأورقت جدرانها أوراقا خضراء
وتحول التراب في أركانها إلى حنين
ويكتفي بأن يقول :
حتما
هناك من يغني

مصطفى ولد راااايق و عنده سما زرقا و طيارات ملونة

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

لا تحب المستشفى



هذا .. وهذه .. وهذه .. وهذه أيضا ، هل فاتني شئ ؟
أنظر إلى حقيبتي ثم أعيد العد مرة أخرى لأتأكد أن كل الأشياء معي . لدي مايزيد عن عشر فراشات وزهورا بكل الألوان ، إضافة إلى ثلاث سحابات بيضاء وقمر على شكل هلال ونجمتين ..
لا أغلق الحقيبة . أتركها مفتوحة لأني أنوي الحصول على قطعة قماش بلون وردي أو بأخضر فاتح. أعرف أنها تحب هذين اللونين وأعرف أيضا حديثها عن المستشفيات وعن خوفها من الحوائط المصمته التى لا تسمح بنافذية الدفء أو الأصوات ، ورهبتها من النظرة المحايدة التي يلتزم بها الأطباء والتي يعطونها لجميع المرضى ، تماما مثل التزامهم بلون أبيض لجميع الأشياء . لون أبيض للملاءات ، للستائر، للأبواب ، لون أبيض للحوائط أيضا !! .. وللأرضية !! . آآآخ .. اللون الأبيض ؟ كيف نسيت !! . أفتح الدرج و أخرج منه الفرشاة و علبة ألواني ، أضعهم بالحقيبة أيضا و أبتسم للصورة اللتي رسمتها مخيلتي : سألون لها كل الأشياء ، الملاءات و الستائر والحوائط وكل مالايعجبه فيه الأبيض سألونه . قد لا يكفي ما معي من ألوان لتلون أبيض المستشفى بالكامل لكن بالتأكيد سيكفي غرفتها . غرف المستشفيات صغيرة على أية حال .

قبل أن أغادر البيت أتأكد من تنفيذي لوصايا أمي العشر فأتمم على الأنوار و مفتاح الغاز و صنبور المياة ثم أخرج . في الطريق أبتسم لجميع الأطفال فيعطونني في المقابل ابتسامات أخري أوسع أجمعها و أضعها كلها في حقيبتي . و حين قابلت نسمة هواء خفيفة طلبت منها أن تأتي معي ، في البداية رفضت لأن أمامها مسافات طويلة يحب أن تقطعها . لكن حين لمحت وسط الزهورالتي معي زهرة فل قالت سآتي معك شرط أن تعطيني زهرة الفل أمتلئ برائحتها . بالنسبة لي كان شرطها مكلفا جدا لأن هذه زهرة الفل الوحيدة التى أملكها و لها ذكرى رائعة بقلبي ولكن رغم هذا وافقت ، فنسمة الهواء ستكون رائعة حين أضعها في غرفتها بجوار الشاشة التي توضح رسم قلبها وقياسات ضغط الدم . كما أن الفراشات التي ستطير بسماء الغرفة ستكون بحاجة إلى نسمة هواء كي تفرد جناحاتها الصغيرة وتسكب ألوانها على ملابس الزائرين .

لأبد أن أحد الزائرين سيكون طويلا أليس كذلك ؟ و إلا فكيف سأثبت السحابات في السقف و السقف عالٍ ؟ تضايقني الفكرة .. ماذا لو لم يكن أحد الزائرين طويلا ؟ ترى هل يسمحون لي بأن أقف فوق كرسي ؟ ! . دقيقتين من التفكير و رسمة حيرة على وجهي أتخلص منها سريعا بعد أن أتوصل إلى قرار سعيد .. إذ لم أتكمن من تثبيت السحابات في السقف فسأحشي بهم وسادتها بدلا من القطن .. السحاب أرق من القطن وسيكون أنسب لأنها تستند إلى الوسادة فترات طويلة . و الباقي من السحاب سأصنع منه غزل البنات ، أعطيها منه جزءا صغيرا فقط والجزء الأكبر سيكون لي لأني أحب غزل البنات ولأنها صديقتي فيمكني استغلال الفرصة واظهار بعض الانانية .

أقف أمام باب غرفتها قليلا قبل أن أفتحه وأ نظر إلى حقيبتي مرة أخرى . أفكر في أنها ستفرح جدا حين تمتلىء غرفتها بصخب الألوان والبهجة وستفرح أيضا بالهلال و النجمتين حين أثبتهم على الحائط المقابل لسريرها بحيث تصنع النجمتان عينين ويصنع الهلال فما فتكون النتيجة وجها مبتسما ينظر إليها دائما فتبادله الابتسام . أتخيل وجهها المبتسم ثم أعدل من وضعية حقيبتي على كتفي . أطرق الباب و أدخل .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

غنيلي غنيوة



كل يوم كان يفتح الشباك ، يعطي فيروز ابتسامة واسعة فترد بسمته بأخرى أوسع وتغني طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة يغني معها ياللا بينا نملى ونحلب لبن الجاموسة أضحك عليه وعلى فيروزته وجاموستهم الخيالية التي يحلبونها وأكمل قاعد ع الساقية يا خلي اسمر وحليوة . فيميل طاقيته الافتراضية قليلا ويقول غنيلي غنيوة .. أنظر إلى فيروز ثم أعتذر منها و أخفض الراديو . كنت أشير إلى قلبي وأغني انت بقلبي يا خلي يا أسمر يا حليوة فكان يتركني ويخرج . يأتيني بوردة بيضاء أخضرها زاهٍ يقدمها لي ويقول حلوة يا عروسة .

كل يوم كان يفتح الشباك ونغني ويعطيني وردة ... بكل يوم كان يعطيني وردة . كان يحضرها من كشك الورد الصغير على أول الشارع . وحين كان يسافر صاحب الكشك ويغلقه كان يرسم لي وردة بالألوان الخشب ويضعها بجيبه كي يعطيها لي . كنا نغني حتى تننهى الأغنية ثم نعيدها ثانية ونغني ثانية . وفيروز كانت كريمة معنا فلم تمل أبدا و لم تعترض لأني أشوه اغنيتها بصوتي ولا لأني أحب أن أضع باسمها الراء قبل الياء فيصبح هكذا " فريوز " . حتى حين تعلم (علي) النطق وبدأ يشاركنا الغناء كان يستبدل الراء في اسمها بلام واضحة لكنها - مع هذا - لم تعترض أيضا ، بل كانت في أحيان كثيرة تغمز لنا و تشاركنا الضحك .

في أحد المرات جاءنا (على) ، كان صغيرا يملك سبع سنوات . نظر إلينا بدهشة وقال : هي فين الجاموسة دي اللي بنغنيلها كل يوم ؟ ضحك وحمله بين ذراعيه وقال له بتلقائية شديدة أننا نمتلك واحدة فعلا ولكنها عند عم أحمد اللبان لأن شقتنا صغيرة لا تتسع لاحتواء جاموسة . بعدها بيومين كان علي يخرج ألعابه كلها من غرفتة و نادى علينا لنساعده ونخرج الكومودينو و دولابه الصغير أيضا وحين سألناه لماذا قال إنه يصنع مكانا تعيش فيه الجاموسة بدلا من أن تعيش عند عم أحمد . لم نتمالك أنفسنا من الضحك . غضب . غضب (علي) جدا وخاصمنا اسبوعا كاملا . الآن حين أذكر هذا لـ(علي) يضحك ثم تمتلئ عينيه بدموع . يحاول مداراتها ويسأل : تحبي تشربي شاي ؟ ولا ينتظر مني ردا ، يغادرني قبل أن تغادر دمعته عيناه . أراقبه وهو يصنع الشاي .. يشبهه جدا .

أبتسم و أذكر كلمة جدتي " اللي خلف مامتش " كانت تقول هذا دائما كلما رأت عمي . حينها كنت صغيرة ولا أفهم كيف أن جدي " مامتش " ولا لماذا تكرر هذه الجملة تحديدا كلما رأت عمي . كنت طفلة وكنت افكر مثل الأطفال ، فافترضت أن جدتي لم تعد تفرق بين الأيام وأنها تتخيل أن جدي لم يمت بعد . لأني كنت أعرف أنه مات . فحين يختفي شخص ما فجأة ولا يأتي ويضيفون الي صورتة شارة سوداء أعرف أنه مات فجد سارة صديقتي فعل هذا أيضا يوما ما وأضاف أهلها إلى صورتة شارة سوداء وحين سألتها قالت أنها سمعتهم يقولون أنه مات .

كنت أعرف أن جدي قد مات ولكني لم أكن أعرف كيف تقول جدتي أن " اللي خلف ما متش " . الآن أفهم .. هل كان يشترط وجعا بطول الروح هكذا كي أفهم ؟ هل كان لديك وجع مماثل يا جدتي ؟ ! . لكن حين أرى (عليا ) يضع / متله تماما ورقتي نعناع بكوب الشاي أدعو بالرحمة لجدتي و أرددها ثانية مع إضافة كلمة تأكيد " اللي خلف مامتش فعلا " ، ثم أقوم و أطلب من فيروز الغناء ولازالت فيروز كريمة ، حتى بعد أن رحل وتركنا أنا و(علي) مثل ضلعى زاوية تبحث عن ضلع ثالث يتممها مثلثا مغلقا يشعرها بالأمان ، حتى بعد هذا لازالت كريمة ولازالت تبتسم لي وتغني كلما طلبت منها الغناء ، أرد ابتسامتها وأغني معها ، أرفع صوتي حتى يصل إلي ( علي ) في المطبخ ، طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة .. يجيبني (علي) يللا بينا نملى ونحلب لبن الجاموسة ..
نندمج في وصلة غنائية طويلة تنتهي بضحكتين صافيتين وذكرى سعيدة .

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

يكتب .. تمسح



يكتب ، تمسح ، يكتب ، تمسح . ألف باء خط حلقة .. تمسح !! . لا تترك فوق الصفحة نقطة . يعاند فتعاند فتظل الورقة بيضاء . يرسم وجها بفم مستاء ، تمسح الفم . يعيد رسمه مرة أخرى ، تعيد مسحه مرة أخرى ، تغيظه و تخرج له لسانها . القلم كبير والقلم جديد .. سيكتب وستمسح ، هي ستنتهي وهو لا يزال فإذا كانت تريد مجاراته سيجاريها إذن .. وسيفوز. يرسم عمود إنارة ويضع خطوطا حول المصباح دلالة النور ، تمسح الخطوط و تطفئ النور . يعيد الرسم ويزيد بجوار العمود كلبا شرسا له أنيابا طويلة . تخاف . يضحك . تكتشف أنها ساذجة فتذهب وتمسح الأنياب ثم تمسح الكلب بأكمله وتخرج له لسانها مرة أخرى . ينظر إليها بغيظ ، ثم - دون أن تدرك تماما - يرسم حولها خيطا طويلا ، يلفها به ، تتعثر خطواتها وتقع . يشعر بنشوة انتصار ويكتب : أنا أقوى منكِ أنا سأغلب !! . لكنها ببساطة تمسح الخيط عن نفسها ثم تمسح كسرة حرف الكاف لتصبح جملته هكذا : أنا أقوى منك أنا سأغلب !!

هذه المرة يرسم على رأسها شعرا مهوشا وعلى ملابسها بقع صفراء وخضراء وحمراء ويكتب : انتي شكلك بقى مرعب . فتمسح – بعناية - أجزاءا من الشعر االمهوش وتصنع منه ضفيرتين ثم تبدأ في مسح أجزاء من البقع لتحولهم بالتدريج إلى فراشات وزهور صغيرة ملونة ، تقترب من الجملة التي كتبها فتمسح كلمة " شكلك " وتمسح الباء والياء من " بقى " والعين والباء من " مرعب " فتصبح الجملة هكذا : انتى قمر .
ينظر إلي الجملة الجديدة و لا يصدق مافعلته بجملته . ماذا ؟ قمر ؟ هى قمر !! .. لا يمكن . لكنه حين حول نظره من الجملة المكتوبة إليها وجد أنها فعلا قمر . بعد أن أصبحت تمتلك ضفيرتين و ملابس عليها رسومات مبهجة أصبحت قمرا رائعا خاصة بعد أن تخلت عن الوجه الذي يخرج له لسانه باستمرار . فأضاف إلى الكلمتين " انتي قمر " كلمة " قوي " . ظهر لون أحمر بخديها . تشجع و رسم قلبا فازداد اللون الأحمر واقتربت منه أكثر . حينها رسم وجها كبيرا مبتسما و كتب : انتظري . ثم تركها دقيقتين ملأ خلالهما الصفحة بعصافير صغيرة وحروف موسيقية ثم عاد و وقف إلى جوارها .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

لا تأتي



الخطأ خطؤك !!
أنت لا تأتيني في الحلم و أنا لا أعرف لماذا ؟ أصدقائي جميعا يأتون ، ندى تأتي و مها و سلمى و منار . حتى حنين التى لا أعرفها جيدا جائتني في الحلم مرتين . ألعابي القديمة أيضا تأتي تعطيني ضحكة صافية وقلب أبيض و ترحل والقمر على شكل هلال يأتي والشمس . الشمس تأتي و قد رسمت عينين واسعتين وابتسامة أوسع بالظبط لتشبه الشمس التى أحب رسمها ، حتى الامتحانات والناس الذين لا أحبهم يأتونني في الحلم .. تخيل !! . حينها لا يكون حلما رائعا ولكنه في النهاية حلم ، وهم - الامتحانات والناس الذين لا أحبهم - رغم أن علاقتى بهم سيئة جدا إلا أنهم يأتونني و أنت لا تأتي .

تعرف .. في كل ليلة أغمض عيني و أبتسم . أخبرك أني بخير و أني أفتقدك . أقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده سبـ.. أنام !! . في كل مرة أنوي أن أكمل تسبيحي للرقم مائة أتبعها بعشر لذكر اسمك الإفتراضي لكني أنام . لا أكمل تسبيحي للمائة ولا أذكر اسمك . ألهذا لا تأتي ؟ هل أنت غاضب مني ولا تأتي لأنني بكل مرة أنام قبل أن أذكر اسمك ؟

ولكنني بالأمس ذهبت إلي النوم مبكرا .. مبكرا جدا . كي أحظى بالوقت الكافي لأنهي تسبيحي ولأذكرك ، وبالفعل أنهيت تسبيحي و بدل المائة أكملت لمئتين وبدلا من العشرة ذكرتك حتى عشرين وربما أكثر فقد اختلط مني العد ولا أذكر تحديدا وصلت لكم ولكن بالتأكيد لم يكونوا أقل من عشرين ومع هذا لم تأت . لماذا فعلا لا تأتي ؟ أفكر الآن أن أغضب منك وأن أكف عن التفكير في الأمر بأكمله ولكن سؤالا واحدا يلف بعقلي ، لا أستطيع أن أمنعه ولا أستطيع أن أجد له إجابة .. ألا يكفى أنك لا تأتيني في الحقيقة فهل تستكثر على أن تأتيني في حلم ؟




  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

عن الكائنات الأخرى



في مكان ما.. تجلس بنت عادية على فراشها كما تحب.. بينما يجلس لاب توب صغير على ساقيها.. تطلق عليه اسما تحبه ويشعر هو بزهو كبير لأن أصدقاءه الآخرين لا يتمتعون بحب فناة هادئة مثلها كما أنهم لا يمتلكون أسماء فأصبح يبتسم لها كلما سمعها تناديه أو كلما مرت من أمامه .. هكذا أمكنهما أن يصبحا أصدقاء .. ولأننا لا ندري حتى الآن كيف تسبح الجمادات ربها ولا كيف تشعر فالبنت لا تعرف أن الجهاز الصغير يبتسم.. تحدق بها شاشته المضيئة طويلا وهي تغني أو وهي تحادث صديقتها أو حتى حين تعود من يوم عمل طويل بينما تمسك برأسها من الصداع فيستغل هو الوقت الذي تصنع فيه فنجان نيسكافيه و يصنع لها قائمة تشغيل صغيرة يضع فيها الأغاني المفضلة لديها . وحين تأتي تندهش لوجود مثل هذه القائمة وتندهش أكثر للأغنيات التي وضعت تماما تماما بنفس الترتيب الذي تحب . تخمن . ربما حفظتها في المرة السابقة ونسيت .وحين تبدأ في الكتابة تزداد إضاءة الجهاز وتستسلم مفاتيحه لأصابعها وهي تلامسها كحلم.. فينتابه ذلك الشعور الجميل بأنه يعرفها منذ زمن طويل .. البنت أيضا لا تعلم أنه يحب حروفا بعينها مثل ( س ) و ( م ) و ( ي ) لأن انتشارها في اللغة يجعل أصابعها ضيوفا دائمين عندها .. بينما لا يطيق حروفا أخرى مثل ( ظ ) و ( ث ) وغيرها ويتعجب باستمرار لقلة استخدامها ويتساءل عن جدوى الحروف إذا لم تستخدم .. ويعشق تحديدا هذين المربعين الصغيرين المتجاورين ( ا ) و ( ل ) الذين تضغطهما أحيانا معا فتكاد نسخة الويندوز الخاصة به أن تنهار من فرط النشوة.. هي لا تعلم كذلك أنها حين تشرد تميل شاشته قليلا عليها تريد أن تلامسها .. هي فقط تنتبه وتعدل من وضع الشاشة ثم تغمض عينيها بقوة وتفتحهما لتعود إلى تركيزها .. ولا تعلم أنه يشعر بانسحاب روحه حين تطفئ أضواءه وتطويه ثم تضعه على المكتب .. تداهمه وحشة ويكتشف جمود المكتب وبرودته مقارنة ب ساقيها.. ربما يغمض عينيه وقتها ويسترجع كم كانت " مبسوطة " من الأغاني التي غناها لها هذا اليوم .. والرسالة غير المتوقعة التي حملها من حبيبها . يضحك بدون صوت حين يتذكر أنه كان يعاندها فلا يريد أن يفتح صفحة الرسالة لكي يتأمل ملامح اللهفة والغيظ على وجهها ويلوم الولد في سره . هذا الولد لو يعرف كم هي تحبه.. ما كان يجرؤ على الابتعاد كل هذه المسافة .. ولأنها لا تعرف فعلا فهي لا تعلم أن الجهاز الصغير - رغم غيرته الشديدة - يتمنى أن يوضع اسم هذا الولد ضمن قائمة الممنوعين من السفر . و أنه يفكر جديا في تصنع المرض حين يأتي حبيبها المرة القادمة كى يظل معها فترة أطول . تعجبه الفكرة فيبدأ في الاستعداد والتدرب جيدا علي دور المريض .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

العشوائيون




فليذهب كل منا
إلي مشروعه


الآلهة ..
لاصطياد العصافير
الطليقة

ومحاسبة الخارجين
عن القانون الدولي

وجباية بيت المال

وليذهب البسطاء
إلي بساطتهم ..

والمتعبون ..
إلي تعب بتضاعف
وفق المنظومات الكونية
ونتائج أبحاث الـ c.i.a

فليذهب كل منا إلي مشروعه
أو .. لا يذهب
لكن ..
لا تجعلوا نساء الوطن المتهالك
يفقدن حماس استخراج الحبة
من سنبلة القمح !

" هو تقريبا ... متأكد "
ديوان لـ " أشرف عامر "


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

أبيض أسود



أبيض أسود أبيض أسود أبيـ.. خطأ ، قدمك علي الحد الفاصل ، نعيد مرة أخرى ، خطوة اثنتان ثلاثة .. صح .. باقي خطوتين .. أبيض أسود .. برافووووو . كنت لا أمشي في الشارع مثل الباقين . أصر أن أمشي علي أحجار الرصف الملونة قدم على الحجر الأبيض وأخرى علي الحجر الأسود ولا يصح أن أضع قدمي علي الحد الفاصل بين اللونين . يبدو شيئا غريبا الآن ولكن الأغرب أن أمي كانت تطاوعني . طريق المدرسة كان يستغرق خمس دقائق نقطعه نحن في نصف ساعة . يمر بي معظم زملاء الفصل في الطريق ، يعطونني صباح خير وتعطيهم أمي ابتسامات طيبة وقطع حلوى صغيرة ، كان لديها الكثير من هذه الاشياء . أمي كانت تقول دائما أن الحب طاقة ، فلماذا ضحك زملائي في الفصل حين سألنا المدرس عن أنواع الطاقة التي نعرفها؟ رفعت يدي وقلت طاقة الحب . حينها ابتسم المدرس وقال .. صح ولكن أنا أقصد أنواعا أخرى ، ولم أكن أعرف أنواعا أرى فسكت . حين عدت لأمي أخبرتها بما حدث فضحكت هي الأخري .. بكيت . تضحك علي مثلما فعل الباقون في الفصل؟!! . احتضنتني وقالت لم يقصدوا وأفهمتني الفارق بين طاقة الحب وبين الطاقات الاخرى الغريبة التي شرحها مدرس العلوم . قالت ماذا تعرف عن الطاقة ؟ قلت لا تفنى ولا تستحدث من عدم . يعني؟ . لا أعرف ، هكذا نقول طوال اليوم في الفصل . ضحكت أمي ، ضحكت كثيرا .. ياااااه . ضحكة أمي حلوة جدا . كنت سـ.. آااه ، خبط علي الباب أفزعني . خبط وليس دق . الدق يكون بهدوء ولكن هذا خبط . قرار لحظي : لن أفتح . قرار لحظي آخر : سأفتح .. أوبخ الطارق وأغلق الباب في وجهه ، لا أحد يطرق الأبواب هكذا .

أفتح الباب ، لا أري أحدا ، أغلقه بقوة ، وغيظ . دقيقتان بالضبط ويفزعني خبط آخر ، يا الله ، للصبر حدود فعلا ، اعود وأفتح الباب وادقق النظر جيدا ... أااخ . أخبط جبهتي بكفة يدي وابتسم ، كان لا بد أن أعرف هذا من المرة الأولى . عمر . عمر ابن الجيران . " لو ثمحت يا عمو ثلحلي الطيارة دي " . عمر هذا شبر ونصف ، أربع سنوات لكنه فعلا شبر ونصف . لا يمكنك رؤيتة في أغلب الاحيان ولكن يمكنك بالتأكيد وبمنتهى السهولة أن تتدرك أثره . تتسع ابتسامتي أكثر . أنا أحب عمر وأحب حرف الثاء المسيطر علي معظم حروفه . اللغة العربية لديه عبارة عن عشرين حرف وحرف الثاء . آخذ منه الطائرة الصغيرة ، أفكها وأعيد توصيل سلكين انفصلا عن بعضهما فتنير الطائرة وتتحرك مروحتها الصغيرة . يقفز عمر من الفرحة ويأخذ الطائرة ، يفرد ذراعيه علي اتساعهما ويغمض عينيه بنشوة ويطييييير . بعد أربع أو خمس دورات يتوقف " مع الثلامة عمو " . يفتح الباب ويكمل دورانه علي السلم . أشاهده من البلكونة وقد جمع الأطفال حوله يريهم أنوار الطائرة وحركة مروحتها ثم يشير إلي ويبتسم . يفرد ذراعية ثانية ويدور . يفردون أذرعتهم ويدورون . يصنعون حلقات صغيرة تدور وتدور . يقلدون أصوات الطائرات ويضحكون بصوت عال جدا كأنهم طائرات فعلا. أترك الشقة وأنزل إلي الشارع ، أعطي عمر قبلة صغيرة . لا يتوقف عن اللعب لكنه يصيح " ميرثي يا عمو " ويقولون وراءه " ميرسي يا عمو " . أذهب وأشتري الكثير من الحلويات ، أوزعها عليهم جميعا ولا أعود إلي المنزل ، فقط أقفز فوق الرصيف الملون ، أبيض أسود أبيض أسود . أمر علي المدرسة في طريقي . اذكر مدرس العلوم وأضحك ، أبيض أسود أبيض أسود ، ضحكة أمي ، أبيض أسود أبيض أسود .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

أشياء أخري


" مسهدون "
عصابة من الأحلام

تجئ كل مساء
علي عكاكيز ورقية

تتلصص خلف الأبواب
وحين تطمئن
لانطباق جفوننا المجهدة

تتسلل للداخل
لتمارس طقسا رومانتيكيا أليفا
فأني لنا ننام إذن
وسط كل هذا الضجيج


" رفقة "

في كل صباح
يطرد عائلة من الكوابيس
خارج البيت
فتسير أمام أعين الناس
صلعاء
قصيرة
مذعورة
وما أن يدخل لينام
يستقبل عائلة جديدة
وأصدقاءهم معهم .



" العربات المعطلة تزحم طريق العودة "
ديوان لـ " هاني صلاح العُكل "

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

هكذا ... :)



في الصباح يستنكر تكشيرة سخيفة ، يخلعها ويضعها جانبا ثم يخرج من جيبة ابتسامة تليق . يثبتها جيدا ويتأكيد من تعديل وضعية حاجبيه ، ليسا مناسبين تماما لكنهما أفضل من المرات السابقة علي أية حال . يلاحظ أن الجهد المبذول في تثبيت الابتسامة هذا الصباح كان أقل . وأنها / ابتسامته بدأت تكتسب لمعة خفيفة والغريب أن لمعتها تزداد بكثرة الاستعمال . يغمز للمرآة ويغادر .

الأمر لم يعد صباحيا فقط .. يفكر في هذا . منذ يومين مثلا كان يشتري بعض الأشياء حين وجد صورة مهتزة تنعكس عليه من زجاج المحلات .. وكانت تبتسم . وبالأمس - بعد يوم عمل طويل - كان يبتسم أيضا ، وكانت هذه مفاجأة . لايجد تفسيرا مناسبا لهذا فيبدأ في التخمين . هل يكون تأثير الشتاء ؟ لكن الشتاء يأتي كل عام .. ما الجديد ؟ ثم أن الشتاء لا يمكن أبدا أن يبرر لماذا أصبحت ملابسه في الدولاب أكثر دفئا أو لماذا يصر الراديو منذ فترة علي إذاعة أغنيات مبهجة أو لماذا حتي أصبحت الفتيات يرتدين بلوزات ملونة ؟ يصل إلي نتيجة واحدة .. هو ليس الشتاء فماذا إذا ؟ هل يعقل أن تكون بسبب الحلم الجميل الذي حصل عليه منذ عدة أيام ؟! يعتقد في سخافة الفكرة فيلغي التفكير فيها من الأساس .

ينتقل من محاولة إيجاد تفسير محدد إلي محاولة أخري أبسط للفهم . الناس الذين يتعامل معهم ، لم يختلفوا .. و إن زاد عددهم . جهاز التكيف المعطل لم يصلحه بعد ، مما جعل الجو باردا بطريقة لا تحتمل . حتي جيرانه لم يكفوا أيضا عن صياحم المستمر . جملة واحدة من هذه الجمل كانت كفيلة جدا لأن يسوء مزاجه لأيام ولكن هذا لم يحدث . ما حدث هو أنه لازال يحتفظ بابتسامة لطيفة وأيضا رائقة . يذهب لينام .

كانت أطرافه الباردة تدفأ بالتدريج ثم وبنفس التدريج أيضا تتلاشى . لم يكن يدرك ماذا يحدث لكن حين اختفت ذراعه اليسرى تماما أصبح من الواضح أنه يتحول إلى قطع من المزيكا . كان يسمعها تزداد كلما اختفى جزء منه ، لهذا حين نظر إلى أصابع يده اليمنى ولم يجدها لم يفزع .، فقط أحس بفرحة غامرة وقرر استكمال الحلم . وفي الحلم كانت البنت التي تجلس في الكرسي المقابل تلاحظه ، تلاحظ اختفاءه التدريجي وتبتسم وحين انتقلت فجأة من مكانها إلى المكان الفارغ بجواره أصبحت المزيكا أكثر صخبا . المكان الفارغ بجواره لم يكن يتسع لأحد ولكنه أصبح مناسبا تماما لشخص في مثل حجمها بعد أن بدأت أجزاء من كتفه في الاختفاء ، و رغم أنه لم يرها أبدا من قبل إلا انها مالت عليه ببساطة ووضعت شيئا في جيبه و طلبت منه أن يحتفظ به جيدا لأن الفتاة التي سيحبها تحب مثل هذه الأشياء . وبدلا من أن يشعر بثقل الشئ كان يشعر بأنه أصبح أكثر خفة ، حاول أن يتحدث معها لكنها اختفت . قام ليبحث عنها . سقط من فوق السرير . استيقظ .

يتحسس رأسه التي ارتطمت بشده وينظر إلي السرير بغيظ كأنه هو المسؤل عن وقوعه وانتهاء الحلم . يذكر الشئ الذي أعطته له البنت فيضع يده بجيبه وهو يعرف أنه لن يجد شيئا لانه يعرف انه حلم . فقط حلم . والأحلام لا تعطينا شيئا أكثر من كونـ .. ، ينقطع تفكيره فجأة لانه وجد بجيبه شيئا فعلا ولا يذكر أنه كان يضع أي شيئ هنا ، يخرجه بهدوء فيجد أنها ابتسامات ، ابتسامات كثيرة بيضاء وخضراء وذهبية وأجملهم كلهم كانت ابتسامة صغيرة لونها أزرق نيلي . يصفق بيده . الأحلام يمكن أن تعطينا إذن . يلفهم جميعا بقطعة قماش وردية .

يحملهم بحرص شديد ليضعهم في درج المكتب . يذكر أنه وضعها هنا ، تكشرته السخيفة التي خلعها منذ فترة كان يضعها هنا أيضا . لم تكن ملفوفة بقماشة وردية أو صفراء حتى ، لم تكن ملفوفة بشئ لكنه وضعها هنا . هو متأكد . يفرغ محتويات الدرج كاملة علي الأرض ولا يجدها. يبحث في باقي الأدراج لكن الأدراج لا تحتوي شيئا . و أسفل الأثاث لا توجد ايضا . هل تكون شبكت في ملابسه وسقطت في الشارع؟ ينظر من الشباك فيجدها هناك ، تقف علي أول الشارع وتستند إلي عمود النور الوحيد الغير مضاء ، حين رأته نظرت إليه بضيق شديد وغادرت المكان . يسمع صوت ضحكات خفيفة تأتي من الصرة الوردية التي لازال يمسكها ، يبدو أن الابتسامات الصغيرة فرحة بمغادرة التكشيرة . يحدث نفسه هذا أفضل لابد وأن الفتاة التي سيحبها لم تكن لتحب تكشيرة سخيفة بحال من الأحوال .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

هاجر



لم يصل طولها لأبعد من ركبتي . هاجرالصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السابعة حين تراني تجري نحوي وتلف ذراعين صغيرين حول ركبتي ولا تكف عن التنطيط حولي ، أنصحها أن تهدأ قليلا ، تضحك وتقول : " لأ .. أنا شقية وبحب الشقاوة " . هي تحب الشقاوة وأنا أحبها . تجمع الأولاد والبنات و " يللا هانلعب استغماية !! " ، " طيب الأمة فين؟ " تضع إصبعا بفمها وتفكر ، تنظر إلي كمن وجد التائهة ثم ببساطة تشير نحوي وتقول : " هنا .. الأمة هنا " . هي تترك كل الأماكن وتختار الكرسي الذي أجلس عليه ليكون هو الأمة . الصغيرة تغافلهم وتختبئ خلف الكرسي ، خلاويص ... خلاص ، وبعد خلاصهم هذه تظهر من خلف الكرسي ، تمسك بي وتقول " ع الأمة " ، تقولها بميم ممطوطة وتشبك بطرفها ضحكة صافية .

هاجر تتعب من الجري واللعب تجلس في حجري " ها .. هاتحكيلي إيه النهاردة ؟؟ " ولم يكن ببالي شيئا يصلح . فبما سيفيدها إن حكيت عن خوفي المبهم من أشياء لاتعرفها أو أني قلقة لأن صديقتي - التي لاتعرفها أيضا - ستسافر بعيدا . هذا ما كان ببالي وبالتأكيد هو لايصلح . أتهرب من مهمة الحكي وأطلب منها أن تحكي هي اليوم وأنا سأستمع . تحكي عن الحصان البهلوان الذي لايطيع أحدا و يخبر الجميع دائما بأنه مميز وأنه أفضل منهم ، تقطع حديثها وتقول " هو مش كده غلط ؟ مش احنا لازم نسمع الكلام ونبقي شطورين " . اضمها إلي وأخبرها أنها صحيحة ، أضع قبلة علي خدها فتنظر إلي وتبتسم ثم تكمل الحكي ، تنتهي وحدها وتبدأ أيضا وحدها وتحكي عن عوالم أخري غريبة ، تحكي عن أرنوب وثعلوب والفيل فلافيلو . تنفعل وتتغير نبرات الصوت ، وتتألم جدا حين يرفض فلافيلو أن يستضيف أرنوب لديه يوم أن أمطرت وتهدم بيت الأخير لكن تعاود الضحك في النهاية حين يقوم ثعلوب بخداع فلافيلو الذي نال جزاءه ووقع في شر أعماله .

الصغيرة تبدو في عيني كبيرة جدا حين تسأل عني لأنها لم ترني مدة يومين وتخبر أختي أن قولي لها " إن أنا زعلانة هي ماجتش النهارده كمان ليه؟ ولا أقولك ، بلاش ، قوليلها بس إني بسلم عليها " أختي تضحك وتنقل إلي كلامها وانفعالاتها . وفي اليوم التالي أبرر أنا موقفي بأنه " معلش " وأنه" راحت عليا نومة " فتخبرني بمنتهي البساطة " خلاص ابقي نامي بدري واصحي بدري " . ترسم تكشيرة صغيرة لمدة ثواني تقرر أنها الفترة الكافية لمعاتبتي . ثم تبتسم وتسألني " إنتي هاتروحي الكلية النهارده ولا هاتفضلي معايا؟ " أخبرها أني سأظل هنا طوال اليوم . تفرح وتذهب لتلعب مع الباقين . أنصحها ثانية أن تهدأ فتقول " لأ .. أنا شقية وأحب الشقاوة " . تلف وتدور ومرة أخري تسأل " أنتي هاتروحي الكلية النهارده ولا هاتفضلي معايا ؟ " . أؤكد لها أني فعلا سأظل معها ، تعطيني ابتسامة واسعة وتقول " عارفه بس كنت باتأكد " تتركني لتستكمل لعبها مع الباقين وتندمج في حركتها وصياحهم المستمر في محاولة لأن ينتظموا فريقين مناسبين للعبة شد الحبل .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

صغيرتي والكلمات الجديدة



تجمع كل يوم كلمة جديدة ... أو كلمتين ، وإذا حالفها الحظ يكن لديها جملة كاملة في المساء . اليوم كانت تحاول التقاط كلمة جديدة فتشب قليلا للأعلي وأتعجب أنا كيف تحفظ توازنها فوق صوابع عشرة دقيقة جدا مثل هذه ، تحاول أكثر وتنجح في أن ترتفع مسافة بوصة كاملة لكن الكلمة سقطت بعيدا عنها حين غادرتُ الحجرة إلي الصالة . تنظر إلي بخيبة أمل ، فأعود وأحملها . تصرخ بأصوات فرح كثيرة لا أستفهم منها سوي اسمها وكلمة " بابا " و كلمة أخري من اختراعها هي ترادف في قاموسنا كلمة " مبسوطة" . ابتسم وأشاركها أصوات الفرح فصغيرتي الآن تملك سنة كاملة وبضعة أشهر وكثير كثير من الكلمات .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

أمي



أمي وسأهديها العالم أجمع
أمي ولا أملك من العالم إلا قلباً
لكن القلب متسع متسع
يسع العالم .. أو أكثر



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

Message



مرة من الملل .. مالاقيتش حاجة أعملها
بعت لنفسي رسالة فاضية !!
ولما وصلت
فتحتها باستغراب
مالقيتش حاجة
بس رنة الرسالة كسرت الملل
والشاشة المكتوب عليها
one message received
كانت تغيراً يستحق .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

احتفال



لأن إضافة كلمة صغيرة مثل (سعيدة ) إلي ضمير بسيط هو ( أنا ) يعتبر حدثا رائعاً .
فإن إضافة الكلمة ( جداً ) إلي الكلمتين السابقتين هو حدث يستحق الاحتفال .



  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS