يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

للداخل / للأعلى


مسبحة

مسبحة صغيرة .. ثلاثون حبة وثلاث أخريات ، يتأمل حجمها الدقيق ولونها العسلي الداكن . يمرر أصابعه بهدوء فوق النقش المرسوم على كل حبة فيها .. نقش صغير للغاية يحمل اسم " محمد " واسم " الله " .. يغمض عينيه ويتمنى على الله ولداً يسميه محمداً و آخراً يسميه مصطفى . يتأمل اسم محمد ثانية فيقول في سره عليك الصلاة عليك السلام ، ينتبه إلى صوت الفجر ، يررد الآذان ثم يعتدل في جلسته ويكمل ما قد بدأه .. سبحان الله سبحان الله سبحان الله ...



بخور

عودي بخور ، آخر ماتبقى له من علبة علبة كاملة قضت معه طوال الشهر الفائت . يتناول أحدهما و يعيد الآخر بهدوء إلى العلبة كمن يعيد طفلاً إلى سريره . يشعل عود البخور ويتمدد فوق فراشه . عود البخور لا يتلاشى .. فقط تتبخر رائحته ، تغادر العود بهدوء كما تغادر روح الجسد في حين يظل التراب المتخلف عن الاحتراق متماسكاً متخذاً هيئة العود السابق دون أن يتساقط .. فقط يتحول اللون من أحمر طوبي إلى رمادي باهت وهش . تنتشر الرائحة تدريجيا .. ذرات صغيرة صغيرة تملأ الأرفف و تزيح ذرات التراب فيصبح الهواء فجأة أنقى ، يغمض عينيه بقوة ويدخل دفعة قوية من الهواء إلى رئتيه فتمتلئ مساحات الفراغ المنتشرة داخل روحه .

قبل أن ينتهي العود ، يخرج العود الأخير من علبته ويشعله ، ثم ينزع ورقة من النتيجة المعلقة على الحائط ويدون على ظهرها " علبة بخور " يثنت الورقة بجوار المرآه ليتذكر في الغد أن يحضر علبة بخور أخرى ، يعود إلى وضعه السابقق فوق الفراش .. يغمض عينيه ثانية ويبدأ في ملئ باقي المساحات الفارغة .



رائحة

زجاجة صغيرة تمتلئ بسائل أصفر شفاف له رائحة الياسمين ، كانت آخر هدية من أبيه .. هدية صباحية دون مناسبات ، وحين سأله عن السبب ضمه إليه بقوة وقال هذا شئ من رائحة أبيك .. لم يفهم . لم يقل أبوه جملة أخري ، ابتسم إليه و استند إلى عصاته عائدا إلى غرفته . بعدها باسبوع واحد مات أبوة وبقيت رائحته يمتلئ بها كل يوم ، يضع ثلاث نقاط بكفيه ثم يمررهما على وجهه وكامل جسده . يغمز لانعكاس المرآه ، ترد المرآة الغمزة وتزيد ابتسامة فيضع نقطة أخرى بكفه اليمنى ويضع الكف فوق موضع قلبه ، تماما كما كان يفعل أبوه ، يقرأ الفاتحة و يقول لنفسه ، يا أبي رحمك الله .. لك الفاتحة ولي شئ من رائحتك .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

غنـاء



تغني
تصنع شاياً و تغني !!
أنا أنا أنا أبريق الشاااااااي
تميل برأسها يمينا وشمالا ، تضع ذراعاً بوسطها و تفرد الأخرى تقلد أبريق الشاي . تدور دورة صغيرة و تعيد ماتفعل ، تلمحني أراقبها فتتسع ابتسامتها و تأتي تعدل وضعية ذراعيَ
فأصبح أبريق شاي أنا الآخر . ندور سويا ونقتسم فنجان شاي واحد محلى بروحها .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS