يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

مساحات صغيرة تسمح بنفاذية النور والبهجة


في المرة الوحيدة التي وضعت فيها ستارة بيضاء أمام النافذة كان لديها - في نهاية اليوم - عدد لا بأس به من كلمات سخيفة ناتجة عن شجار الجيران المستمر و صياح الباعة الجائلين بصوتهم المدهش جدا . كانت الكلمات تخترق الستارة بعنف وتتجمع لتكون ضبابا أسخف لا يستطيع الإختراق مرة أخرى والخروج فأصبحت النتيجة أن امتلئ الجانب الدخلي من الستارة ببقع رمادية يزداد اتساعها بمرور الوقت . في البداية لم تفهم سبب الضباب و لا سبب تواجد بقعا بمثل هذا الحجم على ستارتها فافترضت أن السبب رؤيتها التي أصبحت ضعيفة و أن الستارة ربما لم تكن نظيفة من الأساس فقررت استبدال الستارة بأخري يكون لها لون أغمق فلا يظهر شئ عليها إن اتسخت .

نظرت إلى البقع بآسى ثم وضعت الستارة بإهمال على الأرض لكنها لاحظت شيئا غريبا يلمع . دققت النظر . كان جزءا من الجانب الخارجي للستارة يلمع . فردتها بحرص فوجدت خيط ضوء طويل يمتد بطول الستارة و إلى جانبه مساحة وردية لها رائحة مسك خمنت أنها تنتمي للمصلين في المسجد المجاور . و كان هناك زهرة بلاستيكية صغيرة شبكت في طرف الستارة . كانت تعرفها . هذه زهرة محمود جارهم الصغير الذي يخبر الجميع أنه سيكون شجرة فل كبيرة حين يكبر و سيصبح لديه الكثير من الزهور البيضاء تماما مثل شجرة الفل الموجودة بفناء المدرسة .

نظرت إلى الستارة كثيرا ثم خطر ببالها أن ماذا لو سحبت خيط الضوء ؟ هل سيطاوعها ؟ و إذا اطاوعها هل سيلتف بشدة حول نفسه وينعقد أم سينساب بسهولة ؟!. ضحكت بشدة للخاطر الغريب ولكنها مدت يدها . أمسكت بطرفه و بدأت تسحب . كان الخيط يستجيب فعلا ... بدأ يغادر الستارة تدريجيا ويصنع هالة من الضوء حولها حتى خرج تماما وامتلأت الغرفة بنور أبيض . انتقلت بعدها للمساحة الوردية بجابنه ، ما أن لامستها حتى تصاعد طيف شفاف انتشر بسرعة و خفة في الهواء كمن يعرف طريقه وصنع موجة ناعمة جعلت الزهرة المشبوكة تنفك من طرف الستارة . أخذتها و وضعتها جانبا . في الصباح ستعطيها لمحمود بالتأكيد سيفرح بها .

قامت و فردت الستارة على اتساعها مرة أخرى . لاحظت أن لونها عاد أبيضا و لم يعد هناك ثمة بقع رمادية كما أنها أصبحت أخف وزنا كذلك . قربتها إليها ودارت بها دورتين وفي الثالثة لمحت نظرة ترقب من النافذة فاقتربت منها و أخبرتها أنها لن تضع ستائر بعد الآن .. أبدا . نظرت إليها النافذة بامتنان شديد و أعطتها ابتسامة واسعة و نسمة هواء تحمل رائحة مسك .


  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

9 التعليقات:

Baskouta يقول...

تحفة بجد
وعميقة جدا جدا بدرجة تلمس الروح حتى وهي في عز عزلتها وغيابها ... وكأن الكلام سااااااااافر مشوار بعيد وعميييق وبعيييد وقدر يوصل لروحي اللى عايشة بعيد في عزلة ووحدة ولمسها ويمكن يكون قالها كلمة سر ..هي فهمتها ..
تحياتي على الاحساس

ponpona يقول...

ازييييك :)

بقالك كتير ماجتيش
يارب تكوني بخير علطول
مممم .. عايزة الصراحة ؟
طيب أنا مش عارفة أرد بس ممكن أعمل زيك كدهو
بسكوتة الحلوة : تحياتي على تعليقك

:)

فراشة يقول...

جميييلة جدا جدا

ماشاء الله عليكي كلماتك البسية معناها العميق بيوصلنا بسهوله قوي..

ازيك عامله ايه ؟ ربنا يوفقك ف الامتحانات
:)

ponpona يقول...

أهلا يا فراشة :))

أنا كويسة وبخير الحمد لله
و الا متحانات هاتعدي على خير بردو باذن الله

بانبسط قوي لما حد يقولي اني عرفت أوصله حاجة :)))

Ahmed Fayez يقول...



اخرجي من الأجواء السريالية و ضعي نقاط واضحة. أول الطريق لكتابة ناجحة.

واضح إن المذاكرة واخدة كل وقتك و مابتقريش كتير. أنا عاذرك، لأني مابقراش كتير أنا كمان بسبب الدراسة و الامتحانات الكتير.
انطلقي في عالم القواعد البسيطة، و اقرأي الكتابات البسيطة.

نصيحة من مدوّن صديق.

و شدي حيلك في المذاكرة.

ponpona يقول...

من ناحية مابقرأش كتير فانا حاليا مابقرأش خالص :(

اخرجي من الأجواء السريالية و ضعي نقاط واضحة. أول الطريق لكتابة ناجحة.

ممكن توضحلي أكتر لو سمحت
:)

Ahmed Fayez يقول...



أوضحلك.
آخر كام موضوع لاحظت توهان في النَص.
و في آخر الموضوع خالص ممكن أفهم بيتكلم عن إيه. ده غلط. بيشجع على الملل.
فيه جو خيالي مبهم. و لو فيه إيحاء أو إسقاط بيضيع وسط الصور غير المتشابكة.
ده كان في المواضيع الأخيرة بس. قبل كدة كنتي ماشية تمام جداً.
فلو فيه حاجة مأثرة على كتابتك حاولي تصلحي الأمور، و ادي الكتابة وقتها و ما تستعجليش عليها. لأن لكِ أسلوب رائع في الكتابة أنا مفتقده الفترة الأخيرة.


Ahmed Fayez يقول...



إيه الأخبار؟

الحمد لله!

طيب

ponpona يقول...

أنا بخير يا أحمد
بس مشوشة شويتين تلاتة عشرة بسبب الامتحانات

شكرا على سؤالك
:)

إرسال تعليق