يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

سحابات صغيرة



انظري .. لازلت أفعل هذا . كلما نظرت للسحاب أصنع منه أشكالا كثيرة .
هذه مثل شجرة و هذه مثل عصفورة والسحابة البعيدة هناك تشبه " مستكة " . مستكة عروستي الصغيرة . انظري هناك .. هذه سحابة تشبه السحابة الغريبة التى رأيناها وكانت على شكل كف ؟ رأيت واحدة مثلها بالأمس و رأيت سحابات كثيرة بأشكال أغرب . منذ فترة رأيت واحدة على شكل مكتب و أخرى على شكل لاب توب . أنتِ لا تعرفين اللاب توب . هو جهاز صغير تماما مثل الكمبيوتر لكنه أصغر حجما و يمكنني أن أحضره معي . أنا أحضرته معي .. انظري هذا هو . يمكنني أيضا أن أضع عليه أغنيات كثيرة .. كثيرة جدا ، أكثر مما تستوعبه شرائط الكاسيت . و أضع عليه قرآناً كاملاً بصوت عبد الباسط و سورة يوسف بصوت محمد رفعت كما تحبين وسورة يوسف أيضا لكن بصوت مشاري العفاسي . أنت لا تعرفين مشاري . نعم اسمه غريب فهو ليس مصريا هو كويتي ، من الكويت ، البلد التي كان يعمل به خالي هل تذكرينها ؟ هو من هذه البلد . صوته رائع ، ثانية واحدة سأجعلك تسمعينه .. يمكنكِ أن تسمعيه أليس كذلك ؟ إذا كان صوتي يصلُكِ فبالتأكيد سيصلُكِ أيضا صوت مشاري .

تعرفين .. مستكة كانت تسأل عنك منذ يومين . لا تضحكي . الجمادات أيضا يدركون الغياب و غيابُكِ طال و لكن هذا لا يهم الآن . الآن أنتِ هنا أو بمعنى أدق أنا هنا و مستكة هنا أيضا ، أحضرتها معي ، انظري .. هي كما هي ، لازالت بفستانها الوردي القصير و لازالت صغيرة ، الجمادات لا يكبرون و لا يموتون أيضا .. هنيئا لهم . مستكة تخبركي أنها سعيدة يا أمي ، سعيدة جداً . و أنا أيضا سعيدة .. يمكنكِ رؤيتنا صح ؟ . كنت ِ تقولين أن عين البشر أضعف من أن ترى ما يوجد خلف سور و لم أكن أفهم . كان طبيعي لدي ألا أرى ما يوجد خلف سور، لكن يبدو أنني بدأت أفهم . أنتي الآن خلف سور و سور و سور و مع ذلك يمكنك رؤيتنا ، غير أنكِ .. غير أنكِ لم تعودي ضمن البشر . هل كان يجب كل هذا ؟ هل من الضروري جدا أن نبتعد كثيراً كثيراً هكذا حتى نتمكن من الرؤية بوضوح ؟ ! . أنا لست حزينة ولكن فقط أشعر بالوحدة أحيانا .. أحيانا كثيرة في الحقيقة لكن انظري .. هناك سحابة بيضاء كبيرة و واسعة هل تعرفين ماذا تشبه ؟ تشبه قلبك يا أمي . أخبرك سراً ؟ أنا لا أعرف - حتى الآن - كيف احتفظتي بقلبك أبيضاً هكذا !! . أخبرك سراًَ آخراً ؟ الجو هنا برد جداً و بدأت تمطر . السحابات الكثيرة في السماء بدأت تتقترب من بعضها وتمطر . التي على شكل شجرة والتي على شكل عصفورة حتى البعيدة التي تشبه مستكة اقتربت الآن وانضمت إليهم و قلبك الأبيض الواسع يتحول بالتدريج إلى نُدَفِ ثلج صغيرة ناعمة تسقط على وجهي . يااااه قلبك ناعم أيضا يا أمي . هل يمكن لقلبي أن يكون ناعماً هكذا ؟

هل تعرفين ماذا صنع المطر الآن ؟ صنع بحيرة صغيرة و رائقة يمكنني بوضوح أن أرى فيها انعكاس السحاب فيصبح لدي سحاب في السماء و آخر على الأرض يمشي . هل تعرفين ماذا أيضا ؟ أنا سأخلع حذائي و سأرفع طرف الجيبة و أمشي في البحيرة بقدمين حافيتين .. رائعٌ يا أمي رائعٌ للغاية . أنا أمشي و سط سحابات كثيرة . تضحكين ؟ اضحكي يا أمي أنا أفتقد ضحكتك جدا . و انظري .. انظري يا أمي ، يمكنني أيضا أن أرى انعكاس وجهي ، أشبهك جداً .. أول مرة أدرك أني أشبهك جداً هكذا .. تخيلي ؟

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

8 التعليقات:

Lobna Ahmed Nour يقول...

ابتسامة دامعة .. تدوينة دافئة

ponpona يقول...

دمعت و أنا بكتبها بردو
:)

Ahmed Fayez يقول...



جميل.
الفكرة و المعنى و الأسلوب.
..
بس على فكرة .. اللي بيموتوا ما بيكونوش قاعدين في السما يبصوا على قرايبهم و حبايبهم في الأرض. زي ما الأفلام الأجنبي بتقول !

ponpona يقول...

.

جميـــل :)
تعليقك بيفرحني على فكرة
حتى لما بتقولي ان في حاجة مش عاجباك بفرح بردو

أنا ماقولتش ان مامة البنت قاعدة في السما
مامة البنت مدفونة موجودة في أماكن دفن الموتى و البنت راحت تزورها و تحكي معاها شوية وجايبالها معاها الحاجات بتاعتها زي مستكة واللاب .

صوت من مصر يقول...

عارفه
فكرتينى بحاجه
ان الدموع ما هى الا سحب كثيف نراه امام الاعين
بجد هايل

ponpona يقول...

هي الدموع كده فعلا
:)

Hosam يقول...

:) :) :)
لا يكفى كلام لوصفها
اكثر من رائعة
:]

ponpona يقول...

ربنا يسعد صباحك زي ما أسعدت صباحي :)

إرسال تعليق