يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

محمود درويش

محمود درويش
ليتني حجر

ليتني حجرٌ لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ
فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ
لا شيء يحدث لي!
ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني
حجرٌ ما ليصقُلَني الماءُ
أخضرُّ، أصفرُّ… أُوضَعُ في حُجْرةٍ
مثل منحوتةٍ، أو تمارينَ في النحت…
أو مادةً لانبثاق الضروريِّ
من عبث اللاضروريِّ…
يا ليتني حجرٌ
كي أَحنَّ الى أيِّ شيء!



سيأتي الشتاء الذي كان


سيأتي الشتاء الذي كان .. للمرة العاشرة
فماذا سأفعل حين يجيء الَشّتاء الذي كان
ماذا سأفعل كي لا أموت كمامتّ
ما بين قلبين , أعلى من الغيم أعلى .. وأعلى؟
أعدّ لكِ الذكريات
وأفتح نافذةً للحمام المصاب بنسيان دَفلَى
وألمس فرو غيابك
هل كان في وسعنا أن نُحبّ أقلّ
لِنفرحَ أكثر؟
هل كان في وسعنا أن نحبّ أقلّ.. أقلّ؟
نعيد إلى الحبّ أشياءهُ
نُرجع الرّوح للرّوح
نُرجع ظلاً
إلى أهله
, نتبادل أسماء نِسيانِنا ,ثمّ نرجعُ قتلى.. وأحلى
نعيد للحبّ أشياءهُ, زهرة الوقت في جسدين
ولكننا لانعودُ إلى نَفْسِنا , نَفسِها, مرتين!.




أنا من هناك

أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ .
ولدت كما تولد الناس.
لي والدة وبيتٌ كثير النوافذ .
لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ.
لي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ
ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ
مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ.
أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها،
وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ.
تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ
تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ
هيَ الوطن


ليتني حجر : ديوان" أثر الفراشة "
الشتاء الذي كان : ديوان" ورد أقل"
أنا من هناك : ديوان" ورد أقل"

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

4 التعليقات:

sara draz يقول...

تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ
هيَ الوطن
بوست جميل..^_^
اسعدنى المرور

ponpona يقول...

البوست جميل لأن درويش أجمل أجمل

أسعدني تعليقك أيضاً

يا هلا

:)

Rosa يقول...

ابيات حلوه مختاره بعنايه
تحياتى

ponpona يقول...

أهلا بيكي يا زهرة :)

إرسال تعليق