يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

وإن قيل لي ثانيةً : ستموت اليوم


وإن قيل لي ثانيةً : ستموت اليوم ، فماذا تفعل ؟

لن أَحتاج إلى مهلة للرد: إذا غلبني الوَسَنُ نمتُ . وإذا كنتُ ظمآنَ شربتُ . وإذا كنتُ أكتب، فقد يعجبني ما أكتب وأتجاهل السؤال . وإذا كنت أتناول طعام الغداء، أضفتُ إلى شريحة اللحم المشويّة قليلاً من الخردل والفلفل . وإذا كنتُ أُحلق، فقد أجرح شحمة أذني . وإذا كنتُ أقبِّل صديقتي ، التهمتُ شفتيها كحبة تين . وإذا كنت أقرأ قفزت عن بعض الصفحات. وإذا كنتُ أقشِّر البصل ذرفتُ بعض الدموع . وإذا كنتُ أمشي واصلتُ المشي بإيقاع أبطأ . وإذا كنتُ موجوداً ، كما أنا الآن ، فلن أفكِّر بالعدم . وإذا لم أكن موجوداً ، فلن يعنيني الأمر . وإذا كنتُ أستمع الى موسيقى موزارت ، اقتربتُ من حيِّز الملائكة . وإذا كنتُ نائماً بقيتُ نائماً و حالماً وهائما
بالغاردينيا . وإذا كنتُ أضحك اختصرتُ ضحكتي الى النصف احتراماً للخبر . فماذا بوسعي أن أفعل ؟ ماذا بوسعي أن أفعل غير ذلك ، حتى لو كنتُ أشجع من أحمق، وأقوى من هرقل؟


من كتاب " سجل أنا عربي " للشاعر الفلسطيني محمود درويش

  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

4 التعليقات:

Rosa يقول...

انا قلت جزء من القصيده بتاعت سجل انا عربى زمان فى المدرسه
:))))
فكرتينى

Ahmed Fayez يقول...



أعتقد أن هناك أمور يمكن أن تـُفعَل.

صوت من مصر يقول...

كل ما بدخل مدونتك بزيد علم والله
بجد رائع

Baskouta يقول...

كل سنة وانتي طيبة
وارق بونبونانية
عيد سعيد
:)

إرسال تعليق